الثورة – لينا إسماعيل:
عززت المرأة السورية حضورها الفاعل في معرض دمشق الدولي، بدورته الثانية والستين، لتعكس أنموذجاً عن دورها الراسخ في المجتمع السوري، الذي صمد وصبر وجابه كل التحديات.. ولتبرز للعالم أجمع دور المرأة السورية في بناء الحضارات وازدهارها عبر التاريخ.
انطباعات ميدانية
بدا تمثيل المرأة خلال أيام المعرض واضحاً، فلا يكاد يخلو جناح، أو قسم من وجودها، سواء في أجنحة القطاع الخاص أم المؤسسات الحكومية، عدا عن المشاركة في التنظيم، وكذلك تحفيزها ودعم منتجات المرأة السورية، والإقبال عليها من قبل الزائرات بشكل واسع وداعم، وهي انطباعات أجمع عليها من التقينا بهم خلال جولتنا في أركان المعرض، وأجنحته العامرة بالخير، والتي تشهد إقبالاً كبيراً رغم صعوبات تأمين المواصلات وارتفاع أسعارها، ومشقة الوصول إلى بوابات المعرض وسط الازدحام الكبير، الذي يعبر عن تعطش السوريين لفعاليات اجتماعية، تحيطهم بالفرح، قبل أن تكون ذات جدوى اقتصادية وتجارية فاعلة، خاصة وأنها تحاكي 62 عاماً من الذاكرة الشعبية المرتبطة بأجواء وفعاليات معرض دمشق الدولي.
الثانويات الفنية النسوية
في جناح وزارة التربية والتعليم كان هناك ركن مميز احتضن مشغولات الطالبات والطلاب في التعليم المهني، وخاصة الثانويات الفنية النسوية تضمنت خياطة الملابس والتطريز، والأشغال اليدوية المميزة لحرفيتها العالية والذوق الرفيع.
التقينا التربوية حسنة عفاش، التي حدثتنا عن حماس الطالبات لزيارة المعرض، وتحديداً هذا الجناح المميز الذي يقدم إبداعات الطالبات السوريات للشركات الصناعية والتجارية، ويتيح خلق فرص عمل واستثمار وطني وإمكانية عمل مشاريع صغيرة سواء بالتصنيع أم التسويق أم الإدارة.
فيما تحدثت الطالبة ميرنا جلول عن تنوع المعروضات المقدمة، من أشغال يدوية وملابس تراثية، وإكسسوارات، وأبدت إعجابها بركن الديكور الذي تضمن أعمالاً مميزة لطلاب المدارس المهنية، وكذلك الخط العربي باعتباره رمز الهوية العربية وعراقتها.
إقبال على منتجات المرأة الريفية
وفي أجنحة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لفتنا الإقبال الكبير على جناح مديرية الإرشاد والتعليم الزراعي والتنمية الريفية الذي تضمن معروضات يدوية تدعم المرأة الريفية، وتقدم نتاجها الفريد للشركات السورية والعربية والدولية المشاركة بما يدعم المجتمع الريفي.
وأوضحت معاون مدير الإرشاد والتعليم الزراعي والتنمية الريفية المهندسة هزار إسماعيل أن السيدات الريفيات اجتهدن لتقديم أجود المواد الغذائية اليدوية، كالمربيات بأنواعها والمخللات، وخبز التنور، والمعجنات والحلويات.
وبينت أن مديرية الإرشاد والتعليم الزراعي والتنمية الريفية حرصت على المشاركة في المعرض ضمن جناح وزارة الزراعة لتقدم مجموعة من خدماتها التي تدعم المرأة الريفية والمجتمع الريفي بشكل عام، ولذلك استقبلت أعمال السيدات الريفيات، وخريجي الثانويات الزراعية الأوائل أصحاب المشاريع الناجحة ضمن برنامج المشاركة في المعرض.
حرف تقليدية وأزياء شعبية
وختمنا الجولة في جناح وزارة الثقافة، إذ لفتنا ركن الحرف التقليدية التي تحمل الهوية السورية والأزياء التقليدية التي تعبر عن جمالية الفنون الشعبية في سوريا وأصالتها.
وقد تحدثت إحدى المشاركات عايدة دالاتي عن أهمية حضور المرأة في معرض دمشق الدولي، لتؤكد أن الإنتاج الواعد مستمر، وأن المرأة السورية التي صمدت وضحت وصنعت الرجال، تقدم اليوم أنموذجاً يحتذى به بالاجتهاد، والعمل والإبداع جنباً إلى جنب مع الرجل.
