الثورة – علا محمد:
لم يكتف معرض دمشق الدولي بعرض المنتجات والخدمات، بل خطا خطوة نحو المستقبل الرقمي، إذ تتداخل التقنية مع التجربة الإنسانية لتخلق بيئة ذكية للزوار والعارضين على حد سواء.
ففي الدورة الثانية والستين، تحولت الهواتف الذكية والشاشات التفاعلية إلى أدوات أساسية لإثراء تجربة الزائرين، وإضفاء طابع متطور يليق بسوريا الجديدة.
إدارة ذكية للأجنحة والبيانات
معاون مدير عام المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية ومدير الجناح السوري محمد السقا كشف في تصريح خاص لـ”الثورة” أن المعرض أطلق تطبيقاً رسمياً للهواتف الذكية، ما يتيح للزوار متابعة جميع الفعاليات في مدينة المعارض أو في أرجاء سوريا، مع إمكانية حجز التذاكر إلكترونياً لتسهيل الدخول وتخفيف الازدحام، أما العارضون، فيستفيدون من التطبيق في الاطلاع على الإحصاءات قبل وبعد الفعالية، لتفادي الأخطاء التنظيمية وتحسين أداء أجنحتهم.
وأضاف: إن التطبيق، الذي تجاوز حجز أكثر من 200,000 تذكرة إلكترونية، يعكس استعداد الجمهور لتبني التقنيات الحديثة منوهاً بأنه سيشهد قريباً تحديثات إضافية تزيد من ميزاته وتجعله أكثر تطوراً.
وبحسب السقا، تأتي التقنيات الحديثة، بما في ذلك البرمجيات وقواعد البيانات، لدعم تنظيم الأجنحة وإدارة المعلومات بشكل أكثر دقة، كما أوضح أن المعرض سيطلق قريباً منصة رقمية شاملة تُعنى بإدارة الأجنحة وتنظيمها بما يتناسب مع “سوريا الجديدة”، بينما ساهمت التقنيات الرقمية الحالية في تحسين الإحصاءات وتسهيل العمل الإداري.
الذكاء الاصطناعي والروبوتات
خلال حديثه، أشار السقا إلى استخدام بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المعرض للمساعدة في إحصاء الأعداد، فيما وفرت الروبوتات دعماً في مجالي الأمن والضيافة، ما أضفى تجربة مبتكرة وممتعة للزوار، كما أضافت الشاشات التفاعلية وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز طابعاً تقنياً مميزاً، إذ استعرضت بعض الشركات مشاريعها بأسلوب ممتع وتفاعلي.
وتعليقاً على أثر الرقمنة، أوضح السقا أن استخدام التقنيات الرقمية يرفع الشفافية ويحارب الفساد في التنظيم والإدارة، ويحد من المحسوبيات، كما تسهم هذه التطورات في تعزيز مكانة المعرض إقليمياً ودولياً، وتقديم تجربة منظمة ودقيقة للعارضين والزوار على حد سواء.
نعم، هناك تحديات تتمثل في العقوبات على سوريا في المجالات الرقمية”، أكدها السقا بقوله، وفي الوقت ذاته تحدث عن حلول مبتكرة قُدمت لتجاوز هذه الصعوبات، ما يعكس قدرة المعرض على التكيف مع المعوقات التقنية وتحقيق أهدافه الرقمية بنجاح.
وحول التغطية الإعلامية والتسويق الرقمي، شدد على أن المعرض اليوم يختلف تماماً عن دوراته السابقة من ناحية التغطية الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اكتسب آلاف المتابعين داخل سوريا وخارجها في فترة قصيرة، ما أسهم في نشر صدى الحدث على نطاق واسع، أما التسويق الرقمي للمنتجات الوطنية فلم يبدأ بعد، لكنه سيُفعّل خلال أيام المعرض أو بعده، على حد قوله، لضمان وصول المنتجات إلى العالم بأسلوب حديث وفعال.