الثورة – ميساء السليمان:
تشارك المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي بجناح مميز يجمع بين التراث والتقنيات الحديثة، ويعكس جهود المؤسسة في تطوير قطاع المياه وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الحيوية.
مشروعات مشتركة

حول أبرز ملامح المشاركة بيّن لـ”الثورة” معاون المدير العام لمؤسسة مياه الشرب في دمشق وريفها المهندس عماد النعيمي، أن ما يميز جناح المؤسسة هذا العام يتمثل في دعوة الزوار للاطلاع على مشاريع مشتركة مع منظمات دولية في مجال دعم البنية التحتية المائية، وخاصة بعد زوال النظام البائد وما خلّفه من دمار للمشاريع المائية.
وأكد أهمية تسليط الضوء على الجهود في ترشيد استهلاك المياه والعمل على اعتماد عدادات المياه الذكية مستقبلاً، إلى جانب عرض مبادرات توعية مجتمعية حول الحفاظ على المياه، خاصة في ظل التغيرات المناخية، وفتح باب التعاون مع شركات أجنبية وعربية مشاركة في المعرض لتبادل الخبرات في مجال معالجة المياه وتقنيات التحلية.
بروشورات توعوية
أحد المشاركين في تنظيم جناح المؤسسة، أكد أن الجناح يجمع بين التراث والتقنيات الحديثة ويُعبّر عن رسالة المؤسسة في تأمين المياه وخدماتها الاستراتيجية، لافتاً إلى أن المعروضات تتضمن مجموعة من النماذج والمجسمات التي تجسّد نبع الفيجة وقرية إنتاج المياه، إضافةً إلى نموذج يوضح آلية تدفق المياه من النبع وصولاً إلى مدينة دمشق، ثم طريقة توزيعها إلى المنازل، وما يضمه الجناح من صور توثق تاريخ المؤسسة ومشاريعها الاستراتيجية، إلى جانب عرض لمجسم أثري يعود تاريخه إلى نحو مئة عام، يتضمن حركة مائية توضيحية.
كما حرصت مؤسسة مياه الشرب على إبراز بعض الأدوات التي استخدمها عمال الصيانة قبل أكثر من نصف قرن في عمليات صب الرصاص على خطوط الشبكة المعدنية (الأتيرنيت والفونت)، وتجهيز شاشات تعرض جانباً من المشاريع خلال النصف الأول من عام 2025، ومواد توعوية تتمحور حول ترشيد استهلاك المياه، وهو الموضوع الأبرز الذي تسعى المؤسسة للتأكيد عليه في دورة المعرض.
وفي هذا الإطار، ستطلق المؤسسة حملة خاصة بالترشيد موجهة للأطفال، تشمل توزيع بروشورات توعوية وقصص مصورة وحقائب وهدايا رمزية، بهدف غرس الوعي بأهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها لدى الأجيال الناشئة.
ورغبت المؤسسة أن يكون موضوع ترشيد استهلاك المياه محورياً في هذه الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي، عبر شاشات تفاعلية وعروض تعليمية وحملة توعوية للأطفال، تشمل بروشورات وقصصاً مصورة وحقائب وهدايا رمزية، هدفها غرس ثقافة الحفاظ على المياه منذ الصغر وإعداد جيل واعٍ بأهمية هذا المورد الحيوي.
بين الماضي والحاضر

“الثورة” التقت عدداً من زوار جناح مؤسسة مياه الشرب، وقالت سهام خليل -زائرة من دمشق- أن أكثر ما شدّها في الجناح هو المزج بين الماضي والحاضر، وشعرت وكأنها تعيش قصة تعب وجهد متواصل للحفاظ على المياه منذ عشرات السنين.
وأضافت: أعجبني شرح كيفية توزيع المياه من النبع إلى المنازل، فهذا يوضح للزوار حجم التخطيط والجهد المبذول لضمان وصول المياه بأمان وفعالية، والجناح أعطاني شعوراً بالفخر بجهود المؤسسة وحرصها على الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
“مروة محمد- طالبة هندسة بيئية: “لفت انتباهي عرض المشاريع المستقبلية، خصوصاً تلك المتعلقة بالترشيد وحملات التوعية للأطفال، وبرأيي هذه الخطوات ستغير كثيراً في طريقة إدارة المياه وتسهم في تقليل الهدر، كما أن الطريقة التي جمعت بها المؤسسة بين التعريف بالماضي وإبراز مشاريع المستقبل، يعطي للزائر صورة متكاملة عن دور المؤسسة واستراتيجيتها في مواجهة التحديات المناخية والحفاظ على البيئة”.
ومن خلال مشاركتها في معرض دمشق الدولي، جسدت المؤسسة العامة لمياه الشرب أنها ليست مجرد مزوّد للخدمات المائية، بل مؤسسة تحمل رؤية تنموية وتوعوية مستقبلية، بين استحضار التراث المائي والابتكار في إدارة الموارد يظل هدفها الأسمى هو حماية كل قطرة ماء لضمان استمرار الحياة ورفاهية الأجيال القادمة.