الثورة – سيرين المصطفى :
شهد ريف إدلب الغربي افتتاح ضاحية “الأمل” السكنية برعاية منظمة “بيبل إن نيد” وبإشراف إدارة منطقة حارم، وبحضور معاون محافظ إدلب ونائب سفير جمهورية التشيك، إلى جانب حشد واسع من ممثلي القطاعات المحلية والأهالي، في فعالية رسمية تعكس أهمية المشروع في دعم الاستقرار المجتمعي.
يأتي افتتاح الضاحية ضمن جهود الاستجابة الطارئة لإيواء الأسر التي فقدت منازلها جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا في شباط/ فبراير 2023.
وتهدف المنظمة من خلال هذا المشروع إلى توفير مساكن آمنة ومستقرة تخفف من معاناة المتضررين وتمنحهم فرصة لاستعادة حياة كريمة بعد سنوات من النزوح والمعاناة.
تتألف الضاحية من 144 شقة سكنية حديثة البناء مجهزة بالخدمات الأساسية والمرافق الخدمية، إلى جانب مساحات مخصصة للأطفال، ومن المقرر أن توفر هذه الوحدات السكن لما يقارب 850 شخصاً اختيروا وفق قوائم رسمية، على أن يتم نقلهم إلى منازلهم الجديدة خلال الأسبوع المقبل.
وأعرب المستفيدون عن امتنانهم لهذه المبادرة التي منحتهم شعوراً بالأمان بعد فترة طويلة قضوها في بيوت مستأجرة أثقلت كاهلهم بأعباء مالية لا طاقة لهم بها، معتبرين أن الضاحية تشكل بداية جديدة تمنحهم الاستقرار بعد كارثة إنسانية أنهكتهم.
ويُنظر إلى ضاحية “الأمل” كمثال ناجح على الشراكة بين المنظمات الدولية والسلطات المحلية، وخطوة مهمة لإعادة بناء المجتمعات المتضررة، إذ تمثل استجابة إنسانية ضرورية للفئات التي دفعت أثماناً باهظة جراء الزلزال.
ورغم مرور أكثر من عامين، ما تزال آثار الزلزال الذي ضرب في السادس من شباط/ فبراير 2023 محفورة في ذاكرة السكان، بعدما أسفر عن مقتل 5,914 سورياً و53,537 شخصاً في تركيا، ليصبح من أشد الكوارث الطبيعية تدميراً في تاريخ المنطقة.
وتُعد مدينة حارم من بين أكثر المناطق السورية تضرراً، حيث فقد عشرات السكان حياتهم، وانهارت مبانٍ كاملة فوق رؤوس ساكنيها، مخلفة وراءها مأساة عميقة على المستويين الإنساني والمجتمعي.