الثورة – ربا أحمد:
يبقى الشباب عنواناً لصحة المجتمع، ومجهراً مكبراً لحقيقة واقعه سلباً أم ايجاباً، فإن كانوا بخير بات المجتمع والمستقبل بألف خير.
ومحافظة طرطوس تتميز بالشباب المتعلم والمثقف، وهي الولاّدة للأجيال الشابة التي استطاعت أن تكون رافعة للأعمال الإنسانية، أولاً ومن ثم الاقتصادية والاجتماعية.
فريق “حرير التطوعي” اليوم نموذج جميل لهؤلاء الشباب، الذين تكاتفوا لإيجاد حلّ لمشكلة الطلبة في منطقة الدريكيش وتنقلهم إلى جامعاتهم في أثناء الامتحانات، فكانوا يداً واحدة وفريقاً واحداً في مد يد المساعدة وإيجاد تمويل للباصات، ليتسع عملهم وشغفهم التطوعي إلى مبادرات عرض الأفلام الهادف، وتحفيز الطلبة بزيادة التعلم وإيجاد فرص ماجستير في أفضل الجامعات العالمية، وغيرها من المبادرات التي أوجدت روحاً جميلة ومتكاتفة في مدينة الدريكيش، وباتوا سنداً للكثير ممن يحتاج أي نصيحة أو مساعدة.
إدارة الفريق أكدت لـ”الثورة” أنهم فريق تطوعي سوري، تأسس على يد مجموعة من الشباب السوريين، بهدف تعزيز العمل المجتمعي المدني وتقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المحلية، وبأنهم يسعون من خلال مبادرتهم إلى مساندة الأفراد والأسر وبناء جسور الثقة والحوار بين أفراد المجتمع.
وتعد منحة “يمّي” من أبرز الأعمال التطوعية بطرطوس، إذ تطوع وتكاتف مجموعة من الشباب لدعم الطلبة بالمستلزمات المدرسية، وكفالة 15 طالباً وطالبة من الأيتام عبر راتب شهري في محاولة منهم للوقوف إلى جانب الطلاب الذين فقدوا ذويهم.
فيما تطوع الشاب المهندس هشام عبد الرازق وأصدقاؤه، للعمل على جمع إرث مدينة طرطوس من صور تراثية ومصورات وتوثيق للمدينة وآثارها من أبنية وتأريخ للأشخاص والعائلات.. هي مبادرات وأعمال تطوعية من شباب، أرادت أن تقدم عوناً ومحبة لأبناء المحافظة بالرغم من أعبائهم الدراسية والعملية.
مدرسة علم الاجتماع والمدربة ثناء سليمان، أكدت أن الشباب اليوم يتكاتفون مع مجتمعاتهم بطريقة واعية ومنظمة جداً، وهذا يدل على ارتفاع الروح المعنوية الجادة وعمق الشعور الوطني والاجتماعي لديهم، وهذا كله نتيجة لشعورهم بحاجة وضعف من حولهم، وقدرتهم على المساندة بمحبة ممزوجة بالمسؤولية لدى جيل تعلم مقاومة الظلم والخطأ، وبات يميز الحقيقة، ويحمل شعور القدرة على إحداث فروق مهمة، إضافة إلى العمل على سد الثغرات.
وأعطت سليمان مثالاً، حالة الحرائق التي تكاتف الشباب فيها على زجّ أنفسهم بالموت، للوصول إلى أمان الجبال والغابات وأهلها، وهذا كله وعي مجتمعي كبير خلقته أزمات متتالية فرضت نفسها عليهم، فجعلت منهم على قدر المسؤولية وبنت منهم إنساناً يميز العمل الجاد، وبالمقابل الابتعاد عن تفاهات الأمور.