الثورة – سيرين المصطفى:
شهدت قرية حيش بريف إدلب الجنوبي، انطلاق حملة تشجير في تل حيش الأثري، شملت غرس أكثر من 300 شجرة من أصناف التين والزيتون والأشجار الحراجية، وذلك برعاية جمعية مارونا، وبحضور السيد عزام العبود، مسؤول كتلة حيش، والأستاذ هشام نجم، مسؤول مكتب العلاقات في منطقة خان شيخون.
وقد وُضعت لكل شجرة لوحة تذكارية تحمل اسم شهيد، في مبادرة تهدف إلى تخليد ذكراهم، ودعم جهود الحفاظ على المعالم الأثرية، وتعزيز جمال الطبيعة في المنطقة، بما يسهم في تحسين البيئة وإضفاء مظهر جمالي يليق بالمكان.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، قال جمعة حسين حلبي، مسؤول مكتب الإغاثة في بلدة حيش، إن هذه المبادرة تهدف إلى تحسين الواقع البيئي في المنطقة، وزيادة الرقعة الخضراء، وتحسين جودة الهواء، إلى جانب تعزيز ثقافة العمل البيئي والمجتمعي بين السكان، وإشراك المجتمع المحلي في مبادرات تطوعية تخدم البيئة والمصلحة العامة.
وفيما يتعلق بتفاصيل التنفيذ، أشار حلبي إلى أن الحملة تستهدف تل حيش الأثري، إذ تمت زراعة نحو 300 شجرة من أنواع محلية مناسبة للبيئة والمناخ، ومع ذلك، واجهت الحملة تحديات، تتمثل في نقص التمويل والموارد اللوجستية، ما حدّ من إمكانية توسيع المبادرة لتشمل مناطق إضافية.
ويُذكر أن مثل هذه المبادرات ضرورية، لا سيما في الوقت الحالي، نظراً لتعرض قرى ومدن ريف إدلب الجنوبي لقطع الأشجار الجائر خلال سيطرة قوات النظام البائد، والذي شمل أشجار الزيتون والفستق والتين والجوز وغيرها من الأشجار التي تشتهر المنطقة بزراعتها والاهتمام بها.
ويعود سبب هذا القطع إلى عدة عوامل، منها الاتجار بالحطب، والانتقام من المواقف المناهضة لنظام الأسد، إلى جانب سعي جنوده محو الملامح الحياتية في الريف المحرر، وسعي قوات النظام لسلب الأرزاق بأساليب قاسية وجشعة.
يطالب المزارعون الحكومة والجهات المعنية بإطلاق مشاريع تشجير واسعة، وتوفير الغراس والدعم المادي والفني لإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، كما دعوا المنظمات الإنسانية إلى المساهمة في هذا الجهد الحيوي، على أمل أن تستعيد المنطقة جزءاً من طبيعتها، وأن تعود المواسم كما كانت مصدراً للرزق والخير.
ويأمل مزارعو ريف إدلب المتضرر ألا تبقى خيبتهم صامتة، وأن تكلل مطالبهم بتحقيقها، وأن يتحول الحزن إلى فعل ينعش الأرض بخضرتها ويعيد للسكان بعضاً من استقرارهم المفقود، وللمنطقة المنظر الجمالي الذي كانت تتمتع به.