الثورة – ميسون حداد:
في زحمة الأجنحة التي تحتفي بالصناعة والتكنولوجيا في معرض دمشق الدولي، تأتي مشاركة حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية، لتجمع إلى نبض السوق، إحياء ذاكرة مجتمع تمتد للجذور، عبر الخشب المحفور، والنحاس المطروق، والنسيج الذي حاكته أصابع تحكي قصة وطن.
وشهد جناح حاضنة دمر الحرفية في المعرض إقبالاً كبيراً، صحيفة الثورة التقت مدير الحاضنة وعضو جمعية المخترعين السوريين لؤي شكو، وفي أول تعليق له على أهمية الإقبال الجماهيري لزيارة جناح الحاضنة، قال: الجمهور الكبير هو دافعنا الأكبر وهو من يشجعنا للإبداع أكثر، وحضورهم هو سر نجاحنا.وحول أهمية تعريف العالم بإبداعات الحرفيين السوريين بين أن الأهمية تكمن بمشاركة حاضنة دمر المركزية في حدث كبير بحجم معرض دمشق الدولي لتعريف العالم على إبداعات الحرفيين السوريين، وإظهار العمق التاريخي والتراثي لسوريا بالشكل الذي يليق بإبداعات الحرفيين، والشهرة التاريخية السورية العريقة، مضيفاً: تساهم مشاركة الحاضنة أيضاً في استثمار الانفتاح الاقتصادي على سوريا بعد سنوات من الحظر وتواجد العديد من الدول والشركات العربية والأجنبية المشاركة في المعرض.وأشار شكو إلى أهمية التعريف بالدورات التدريبية التي تقيمها الحاضنة، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الجهات المعنية بالحفاظ على التراث.
اختيار الأعمال الفنية والحرفية
وحول كيفية اختيار الأعمال الفنية المشاركة، بيّن مدير الحاضنة أن الاختيار للحرف التراثية تم من خلال أهميتها، لناحية التركيز على الحرف المهددة بالزوال، وأعمال المبدعين الذين قاموا منذ أشهر بالتحضير لهذا المعرض.وكشف شكو عن أهم أهداف الحاضنة، وهو استقطاب المبدعين من الشباب الموهوب، وخاصة غير المتعلمين، وتحقيق طموحهم المشروع بتطوير إبداعاتهم شارحاً آلية العمل، أنه يتم ذلك من خلال قيام الحاضنة بتحقيق تواصل الموهوبين مع شيوخ كار الحرف التي يرغبون بتعلمها أو الخبرات الحكومية المختصة بحرفهم وآليات تسويقها وترويجها، كما تميز جناح الحاضنة بالأعمال المشتركة التراثية بين الحرفيين، إذ تم دمج حرفتين أو ثلاثة لتشكيل تحف إبداعية.
التحضير والمشاركة
كشف شكو أنّ أهم التحديات والصعوبات التي واجهت الحاضنة أثناء التحضيرات للمشاركة هو إثبات الوجود من خلال العمل الدؤوب والمستمر، والتخطيط لإمكانية التنفيذ وفق ما هو مخطط له.وتابع: كانت النتائج ممتازة من خلال التعاون غير المسبوق للاتحاد العام للحرفيين بروح الفريق الواحد لإنجاح هذه المشاركة الوطنية، ولفت إلى أن حضور حاضنة دمر الثقافية في المعرض يشكل رسالة ثقافية واجتماعية مفادها أنّ الإبداع السوري قادر أن يجدّد ذاته، ويصنع من تراثه جسراً يربط الماضي بالحاضر ويطلّ من خلاله على المستقبل.