الثورة – عبير علي:
وسط عبق التراث وروح العمارة الدمشقية، وُلدت الفنانة التشكيلية إيمان حمّام، التي أقامت منذ صغرها علاقة عميقة مع الفن، وفي تصريح لصحيفة الثورة قالت: “شكّلت نشأتي في هذه المدينة المليئة بالجمال والتاريخ البذرة الأولى لعلاقتي العميقة بالفن”، فكانت الألوان والخطوط وسيلتها للتعبير عن مشاعرها وانتمائها، إذ صقلت موهبتها بالدراسة والممارسة حتى أصبحت جزءاً من المشهد التشكيلي السوري المعاصر.
تمتاز أعمالها بالانتماء إلى المدرستين الانطباعية والواقعية، وتسعى دائماً لمزج الرؤية الحدسية مع حسّ التفاصيل، من خلال استلهام جماليات الطبيعة والبيئة الدمشقية، تشير بفخر إلى موضوعات لوحاتها، قائلة: “غالباً ما أتناول مشاهد من التراث المعماري، والطبيعة الصامتة، والزوايا الدمشقية التي تحمل في تفاصيلها الحنين والأصالة”.وتؤكد على أهمية التفاعل في المشهد الفني، إذ شاركت في العديد من المعارض الجماعية، إلى جانب تنظيم معارض فردية لاقت تفاعلاً واسعاً، فالفن التشكيلي بالنسبة لها ليس مجرد محاكاة للواقع، بل إعادة تشكيله بلغة بصرية قادرة على خلق التأثير والتواصل، ومن بين المعارض الفردية التي أقامتها “عبق الياسمين” في المركز الثقافي العربي في “الميدان”، و”شغف الروح” و”إيقاعات لونية” في المركز الثقافي العربي في “أبو رمانة”.
ترى حمّام أن الفن جسر حضاري يمكنه أن يحمل هوية المكان إلى العالم، تقول: “رسالتي الفنية تنبع من إيماني أن الفن يُظهر التراث السوري بشكل نابض ومتجدد، بلغة تشكيلية تتحدث إلى الحاضر.” ويأتي طموحها في الوصول إلى العالمية من خلال تقديم الفن السوري العريق، الذي يعكس حضارة بلدها الضاربة جذورها في عمق التاريخ، دمشق أقدم عاصمة مأهولة في العالم.
وختمت حديثها بالقول: “من واجبنا كفنانين أن ننقل هوية بلدنا بصور بصرية راقية، تحفظ الذاكرة وتُعرّف العالم بجمال ثقافتنا وتراثنا الغني”، ومع هذا الطموح تسلط الضوء على الموروث الثقافي السوري، مُشكّلةً بذلك جسراً بين الماضي والحاضر، لتبقى أعمالها فصولاً من سرد تاريخ دمشق بروح فنية مبهجة.