الثورة – رانيا حكمت صقر:
تجمعت نساء من مختلف الأعمار لتبادل قصص نجاحهن في مواجهة التحديات الحياتية، تحت إشراف مدربة التنمية الذاتية رهف الصفدي، والمدربة منى حموش، في لحظات من التفاعل والإلهام، بندوة فريدة بعنوان “تميّزي” في ثقافي المزة.
هذه الندوة لم تكن مجرد جلسة عادية، بل كانت مساحة أضاءت دروب الأمل لدى المشاركات، فكانت شاهدة على قوة الإرادة والتحدي، وعلى كيف يمكن لكل امرأة أن تترك بصمتها المميزة في حياتها ومجتمعها. بدأت الندوة بقصة شخصية مؤثرة سردتها المدربة منى حموش، والتي تطرقت فيها إلى تجربتها منذ تركها للدراسة في عمر 11 سنة، مروراً بزواجهاً المبكر، وكونها أماً في سن 13 عاماً، إذ واجهت معاناة كبيرة وسط ظروف صعبة قاسية. رغم كل الصعوبات واضطرارها للخروج من مسار التعليم في مرحلة مبكرة، لم تسمح حموش للإحباط أن يقيدها، بل تبنت روح التحدي وتعلمت مهنة في مجال التجميل، لتتمكن من الوقوف على قدميها، وتصبح قدوة لغيرها ولأسرتها ودرساً في الصبر والإصرار. قصة حموش كانت بداية ملهمة لمشاركات أخريات تحدثن بدورهن عن تجاربهن الشخصية وكيف استطعن تخطي العقبات وتحقيق أهدافهن، ما أضفى على الندوة نفحة من التوازن النفسي والتميز الذاتي الذي بات هدفاً يسعى إليه الجميع.
في مقطع آخر من الندوة قدّمت المدربة رهف الصفدي في حديثها لصحيفة الثورة تلخيصاً لأهم النقاط التي طرحت في الجلسة التفاعلية مسلطة الضوء على المشكلات التي تواجهها الكثيرات، مثل: عدم رؤية الفرص المتاحة أمامهن، والنظرة السوداوية التي تنتشر نتيجة التفكير السلبي، والذي قد يتحول إلى أسلوب حياة.
كما ناقشت رهف فكرة أن أفكارنا ترسم أقدارنا، موضحة كيف أننا الخوف منها في داخلنا يتجلى في واقعنا الخارجي، مؤكدة على ضرورة تغيير النظرة للحياة لنتمكن من إصلاح ظروفنا وتحقيق الأهداف خطوة بخطوة لأن التغيير الحقيقي لا يحدث بين يوم وليلة. وكانت التوصية الرئيسة للحضور التركيز على التميّز في كل مكان يتواجدن فيه وأن يكن.. خلاصة الندوة كانت في زرع التغيير الذاتي والوعي وإدراك أن كل واحدة منا قادرة على التميَز مهما كانت الظروف التي تواجهها.
اختتمت الندوة بجلسة تأمل واسترخاء قادت المشاركات إلى شحن طاقتهن الإيجابية مع وعد بعقد مثل هذه الفعاليات مستقبلاً لتعزيز روح التميّز والنجاح بين النساء.