التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم لم تعد محصورة في موازين القوة العسكرية والسياسية فقط، بل باتت التكنولوجيا، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، هي المحرك الأبرز لإعادة تشكيل النظام الدولي.
لقد أثبتت الصين في قمة منظمة شنغهاي أنها لم تعد مجرد ورشة للعالم الغربي أو مصنع العالم، بل صارت قوة صاعدة تنافس في إنتاج المعرفة والتقنيات المتقدمة، وتربط بين الابتكار الصناعي والتفوق الدفاعي.
هذا التطور يطرح تحديات عميقة، إذ لم يعد التفوق رهناً بحجم الجيوش أو عدد الطائرات والصواريخ، بل بقدرة الدول على امتلاك وتطويع أدوات الثورة الرقمية.
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة ضخ استثمارات هائلة في الذكاء الاصطناعي بحثاً عن الحفاظ على ريادتها.
وهكذا، يقف العالم اليوم أمام صراع من نوع جديد، صراع تتقاطع فيه القوة الاقتصادية بالتكنولوجية والعسكرية، ليصوغ معادلات مختلفة تماماً عن تلك التي رُسمت بعد الحرب العالمية الثانية.
التوازن المقبل لن تحدده معاهدات سياسية فحسب، بل سرعة إنتاج الأفكار وامتلاك براءات الاختراع.