الثورة – رانيا حكمت صقر:
الفن لغة الروح التي تعبر بها عبير السمره عن جمال الحياة وما تحمله من مشاعر وأفكار، فقد وجدت في الرسم صديقاً لا يفارقها، وظل هذا الشغف يرافقها حتى تحولت موهبتها إلى رحلة تطوير مستمرة نحو الإبداع.
في حديثها عن رحلتها لصحيفة الثورة تأخذنا السمره في عالم من الألوان والتقنيات الفنية التي شكلت تجربتها، فمن خلال لمساتها الخاصة، أصبح لرسم المرأة مكانة خاصة في لوحاتها، وترى بها مصدراً لا ينضب من الإلهام والتعبير.
تشير إلى أن مفهوم الفن كان جزءاً لا يتجزأ من حياتها، وكان الفحم والرصاص الأداتين الأساسيتين المستخدمتين في أغلب رسوماتها، تعبيراً عن قدرة هاتين التقنيتين على خلق تفاصيل دقيقة وتأثيرات “نور وظل” عميقة.
واتجهت فيما بعد تدريجياً نحو استخدام تقنيات مختلفة مثل: الأكريليك والزيت، فضلاً عن التوسع في رسم الجداريات.
تعتبر أن تقنية الرسم بالأكريليك والزيت تمنحها حرية التعبير الواسعة من حيث الألوان والملمس، إذ تسمح لها بالتلاعب بطريقة طبقات الألوان والتظليل، ما يضفي أبعاداً وأحاسيس أكثر عمقاً على لوحاتها، كما أعطتها الفرصة لاستكشاف إمكانيات جديدة في سرد القصص البصرية، كما تأثرت السمره بشكل خاص برسم الصور الشخصية “البورتريه”، وترى أن هذا الفن من أجمل أنماط الرسم لما يحمل من تحدٍّ في التعبير عن النفس الداخلية للشخص المرسوم، وهو مجال تتقنه بحرفية عالية.
ولها ميول خاصة تجاه رسم المرأة فتراها تمثل جمالاً فريداً في كل تفاصيلها “تعبيرات الوجه، وانسيابية الخطوط، ورقة التفاصيل التي تحكي قصص الحياة المختلفة”.
وأضافت: إن الرسم بالنسبة لها ليس مجرد هواية أو مهنة، بل أسلوب حياة وأداة لتوطيد العلاقة بين الذات والعالم من حولها، فهو يفتح لها نوافذ لفهم أعمق للنفس وللإنسانية، ويُعبّر عن مشاعرها وتجاربها بطريقة لا تستطيع الكلمات أن تصفها بدقة.
تواصل عبير السمره رحلتها في تطوير فنها، متطلعة إلى توسيع رقعة أعمالها الفنية وتنظيم معارض تساعد في نشر ثقافة الرسم وتقدير الفن في المجتمع، مع تأكيدها على أهمية تدعيم الشباب والمهتمين بالفن من خلال توفير بيئات محفزة وفرص تعليمية تُشجع الابتكار والتجربة.