الثورة – ثناء عليان:
مع بدء العد التنازلي لاستقبال العام الدراسي الجديد، تستعد الأسر لتأمين حاجات أبنائها من المستلزمات المدرسية (قرطاسية، لباس مدرسي، دفاتر، وحقائب وغيرها..)، إذ يقف الكثير من أولياء الأمور ممن يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة حائرين أمام رغبة أبنائهم بالحصول على بدلة جديدة أو صدرية أو حقيبة مدرسية، بسبب غلاء أسعار هذه المستلزمات.
الأسواق
وفي جولة لـ”الثورة” على أسواق طرطوس وبانياس، اختلفت أسعار الحقائب المدرسية تبعاً لحجمها ونوعيتها، إذ تبدأ من 45 ألف ليرة وحتى الـ 200 ألف، بينما تراوح سعر المريول المدرسي بين 50 و 75 ألفاً حسب نوع القماش، وقميص الحلقة الثانية والثانوية بين 75 و100 ليرة، والبنطال المدرسي بين 50 و الـ100 ألف ليرة من نوعية الجينز، وبين 50 و الـ 75 ألفاً للعادي حسب نوع القماش، ويتراوح سعر القلم بين 700 ليرة والـ 1500 حسب نوعه، أما أسعار الدفاتر فأقل دفتر بـ 3000 ليرة سورية.
الكثير من المواطنين الذين التقيناهم دعوا الجهات المعنية إلى وضع حد لارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية من “صدارٍ مدرسية، وحقائب، وبدلات مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية والقرطاسية”، إذ لا تختلف أسعارها عن العام الماضي رغم انخفاض سعر الصرف، وأكدوا قيام بعض التجار باستغلالهم بشكل واضح نظراً للإقبال الشديد عليهم.
يبين المواطن علي ناصر وهو أب لثلاثة أبناء طلاب على مقاعد الدراسة، أن ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية لا تقابله جودة موازية من حيث النوعية، وخصوصاً في الصداري والحقائب المدرسية التي لا تصلح لأكثر من فصل دراسي واحد، ويشكل ارتفاع هذه الأسعار عبئاً إضافياً عليه وعلى أمثاله من ذوي الدخل المحدود وعلى من ليس لديه راتب، وإرهاقاً مادياً كبيراً على أولياء الأمور، وطالب مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتدخل لمراقبة الأسواق في ظل الارتفاع غير المبرر لها.
على مرحلتين
ولاء ديوب- مدرّسة ولديها ثلاثة أبناء، اثنان منهم في المرحلة الابتدائية، أشارت إلى أن عملية الاستعداد والتأهب لشراء مستلزمات العودة للمدارس تكون على مرحلتين، الأولى قبل بدء العام الدراسي وتتمثل بشراء الصداري والحقائب المدرسية والأحذية، والمرحلة الثانية بعد التحاق الطلاب بالمدرسة وبدء طلبات المدرسين لدفاتر معينة، وقرطاسية من أقلام وأدوات فنية وألوان وأشغال، إضافة للباس المدرسي.
وذكرت أن أسعار الحقائب المدرسية ذات الجودة العالية تتراوح ما بين 150 و الـ200 ألف ليرة، وتتجنب شراء الحقائب الأقل سعراً والتي لا “تصمد” حتى نهاية العام.
تفعيل دور الرقابة
بدوره، أكد المواطن بسام طيارة توفر تشكيلات واسعة من الحقائب والألبسة المدرسية والقرطاسية، ولكنها لا تتناسب مع ظروفه المادية، وأنه يحتاج إلى مبالغ مالية تفوق طاقته لتجهيز جميع أبنائه للالتحاق بعامهم الدراسي من دون أن ينقصهم شيء.
ولفت إلى أن بعض المحال التجارية تقوم باستغلال أولياء الأمور، من دون مراعاة ظروفهم الاقتصادية، آملاً من الجهات المختصة تفعيل الدور الرقابي على أسعار المستلزمات المدرسية، للحد من جشع التجار.
من جانبهم، تجار وأصحاب المكتبات، برروا ارتفاع أسعار القرطاسية والحقائب والصداري المدرسية بزيادة أسعار التكلفة، مؤكدين تراجع الحركة الشرائية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.
ولفتوا إلى تعرضهم للخسارة، لأن أكثر من نصف بضاعتهم تم شراؤها عندما كان سعر الصرف 15 ألف ليرة سورية، ورغم أنهم وضعوا تسعيرة جديدة وفق سعر الصرف الجديد ما زال الإقبال على الشراء ضعيفاً.