الثورة – عبير علي:
في عالم الفن، تتجلى معاني الجمال والإبداع من خلال قصص مُلهمة لأشخاص يترجمون مشاعرهم وأفكارهم عبر لوحاتهم،
ومنهم الموهوبات الشابة ليمار ماجد زعزع، التي بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث قادتها موهبتها إلى رسم شخصيات الرسوم المتحركة، لتتطور فيما بعد نحو رسم مناظر الطبيعة والمشاهير، بالإضافة إلى منمنمات الوجوه.
وتتجلى موهبتها في قدرتها على التقاط روح الوطن من خلال ريشتها.
إذ تحس بعمق جمال بلدتها الخلابة، فتنطلق ريشة قلمها لتغزل التفاصيل الساحرة وتُجسد الأماكن في لوحاتها التي أصبحت أسيرة المكان، بحيث تحمل صفات وعلامات تجسد روح كل مشهد.
تعيش ليمار في تناغم مع السهول والطبيعة الصامتة، حيث تبني حكاياتها على أساس فني دقيق، يظل اللون عندها محوراً أساسياً، يأخذ حيزاً فراغياً في عقلها ونمط تفكيرها.
وحينما تشعر بمكان يلامس وجدانها، تهرع إلى لوحتها لترجمة هذا الإحساس إلى عمل فني، تعكس من خلاله ذكريات الإنسان ومكانه، ما يجعل لوحاتها بمثابة وثائق تتحدث عن عظمة ما ترسمه.
كما تحمل ليمار رؤية فنية غنية، تجسد تنوعها في رسم الوجوه والأشكال التشكيلية والأجساد، ولديها قدرة على التعبير من خلال قسمات الوجوه وعواطفها الأكثر شفافية.
هذا الاختيار يعكس أسلوبها في تناول الحالات الإنسانية الكامنة في دواخلنا، ما يجعل أعمالها تعكس مشاعر متداخلة وثراء بصرياً.
تعتبر الطبيعة ملهماً دائماً لها، فترى في مشاهدها عنصراً خصباً يستحق التجسيد، حاملةً قيماً جمالية وجودة فنية في أعمالها. وترتبط الألوان لديها بالأرض والمكان، إذ تستخدم غالبية ألوانها من الألوان الترابية التي تعبر عن رمزية المكان.
في بعض الأحيان، تنجرف إلى الأسود، كاشفةً عن انكسارات الإنسان وما يعتريه من آلام من خلال رسم الوجوه المتعبة.
واليوم تقوم ليمار برسم صورة بانورامية توثق آثار الدمار في وطنها.