إلغاء شرط الشهادة العلمية.. هل رسم هوية اتحاد الكرة مبكراً؟!

الثورة – بشار محمد:
ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي تخرج فيها مداولات الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بقرارات جدلية، لجهة التصويت بالموافقة على مقترحات أعضائها، ورفض بعضها، لكنها هذه المرة مختلفة كلياً، فقد اتخذت قراراً سيرسم حتماً مستقبل اللعبة، وسيحدد بشكل فعلي هوية مجلس اتحاد الكرة مبكراً، قبل انعقاد الجلسة الانتخابية، ونعني بالقرار المصيري، هو إلغاء شرط الشهادة العلمية للمرشحين لرئاسة الاتحاد ونائبه وحتى الأعضاء؟!

قائمة محسومة

يرى متابعون لكواليس ماقبل انعقاد الجمعية، وحتى خلال مداولاتها، وبعد إقرارها لجملة المقترحات، التي كما قال أمين عام اتحاد الكرة مازن دقوري ” إن المقترحات وصلت لأمانة اتحاد الكرة من أعضاء الجمعية، مايعني حسب قوله، أنها تكتسب صفة المشروعية كمقترح وقانونية، كإقرار عبر التصويت” ومنها إلغاء شرط الشهادة العلمية.
خبرات اللعبة والمتابعون لكرة القدم، محلياً عربياً ودولياً، وجدوا في إلغاء الشهادة مخالفة لمنطق الأمور، فكيف يمكن أن نلغي شرطاً أساسياً بدهياً، يُطلب من أي طالب لفرصة عمل، بالحد الأدنى من الدرجات الوظيفية، ونلغيه كشرط لمن سيترشح لإدارة اللعبة الشعبية الأولى في العالم ؟! والتي تواكب أحدث التقنيات العلمية العالمية، كصناعة يُسوّق لها بأهم موارد التسويق والتمويل المالي والفني، وتشغل أوسع حيّز إعلامي على مستوى العالم بحسب رأيهم؟

رسم ملامح

الإلغاء برره أمين عام الاتحاد بمقترح ورد للأمانة خضع للتصويت، ونال موافقة شبه تامة من قبل الأعضاء، ما يمنحه مشروعية التطبيق، لكنه بالمقابل يُثبت أن الجمعية العمومية للاتحاد لم تأخذ دورها الحقيقي بمناقشة هذا المقترح ودراسته كما يجب، واكتفت برفع اليد بالموافقة بالأغلبية، لكنها هذه المرة حكمت على مستقبل الكرة السورية بالمجهول، بأحسن الأحوال، وهذه برأي خبرات ونجوم كانوا داخل الجلسة، وصوّتوا ضد القرار، بل منهم من غادر الجلسة احتجاجاً على قلة العدد، إلا أنه كافٍ ليدق ناقوس خطر إلغاء هذا الشرط، وخطورة أثره القريب على مستقبل الكرة السورية.
وفي هذا الشأن قرأنا وتابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسمعنا من أعضاء الجميعة نفسها، أن إلغاء شرط الشهادة رسم ملامح القائمة الفائزة بالانتخابات، حتى قبل انعقادها، بل أكثر من ذلك، تناقلت الصفحات حملات دفاع مبكر عن هوية القائمة ورئيس الاتحاد المتوقع ؟! وفق المسار الذي بدأ بإلغاء الشهادة، مروراً بغيره من المقترحات التي لم تخرج برأي البعض عن الدعاية الانتخابية كحافز لدخول قبة الفيحاء.

بموضوعية

وفي هذا الشأن يسأل أبناء اللعبة وكوادرها، ممن يحملون شهادات تدريبية عالية باختصاصات مختلفة، تمنحها الاتحادات القارية، عن جدوى المطالبة واشتراط شهادة “professional “لتدريب المنتخبات الوطنية، وشهادة (A) بالحد الأدنى لتدريب فرق دوري المحترفين، وغيرها من الشهادات، وبالمثل بالنسبة للمدير الفني للاتحاد، أو بالنسبة للعمل الإداري، كالمدير التنفيذي للاتحاد، في وقت لا قيمة للشهادة العلمية بحدودها الدنيا كشرط لإدارة اللعبة ومفاصلها ضمناً ؟! فهناك جيش من الكوادر المؤهلة عربياً وآسيوياً وقد يكون دولياً.
بموضوعية يرى مراقبون أنه قد تملك أحد الأسماء المرشحة مواصفات قيادية مشهود لها خلال العمل بالشأن الكروي بمستويات مختلفة، وهذا وارد، ولكن وفق الظروف الحالية فإن الإلغاء جاء بمسار آمن وقانوني عبر الأعضاء وتم إقراره تصويتاً لتحقيق غاية وصول قائمة محددة، قد تنجح نسبياً بتصحيح مسار كرتنا، وقد تأتي على ما تبقى لها من أمل، وهذا برأي كثيرين هو الاحتمال الأرجح قياساً بالمشهد الحالي.

رأب الصدع

وفي السياق ذاته، يأمل الغيورون على مصلحة كرتنا الوطنية، أن يتم رأب الصدع الحالي، والهوة الكبيرة بين المؤيد لإلغاء الشرط والرافض له، من خلال التوصل لقائمة انتخابية مقنعة، يُكمّل أعضاؤها بعضهم فنياً و وإدارياً و استشارياً، خاصة أننا نطبق للمرة الأولى الانتخابات وفق القوائم الانتخابية، التي لطالما شكلت مطلباً ومخرجاِ لأبناء اللعبة للوصول بمجالس اتحاد منسجمة ومتوافقة بالحد الأدنى، بدلاً من انقسامات المصالح والطموحات التي هيمنت على المشهد السابق الذي حكم على الدورات الانتخابية السابقة بالحل، ولجان مؤقتة، وبتدخل دولي من “فيفا” عبر اتحاده الآسيوي.
ختاماً فإن مشهد الجمعية العمومية، وما تمخضت عنه من قرارات، جاء متوقعاً، خاصة إلغاء الهبوط لأندية دوري الممتاز، الذي اعتدنا عليه كمخرج لمأزق دورينا “المحترف” وتخبطاته، إلا أنها أقدمت هذه المرة على رسم مسار نظنه آمناً لمستقبل من سيقود كرتنا الوطنية، ولكنه في الوقت نفسه قد يوصلنا لما لا يحمد عقباه، وبالمحصلة بعيداً عن الأسماء وهوية القائمة الناخبة الناجحة، يعنينا مستقبل كرتنا كمصلحة وطنية عليا، نتشارك جميعاً بالعمل لأجلها، كلٌ من موقعه.

آخر الأخبار
الزبداني .. تعيد النور إلى فصول مدارسها 30 مدرسة بريف دمشق تتحضر لاستقبال طلابها فتح 200 كم "خطوط نار" في ريف اللاذقية الشمالي تكريم حفظة القرآن في تجمع "جديدة الفضل" و"دروشا" افتتاح محكمتي صلح في "دارة عزة" و"الأتارب" ‏ختام فعاليات ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في جامعة الفرات إقالة دبلوماسيين أميركيين معنيين بالشأن السوري بشكل مفاجئ  ‏الصيد الجائر يهدد الثروة السمكية في دير الزور إصلاح أم إعادة تموضع بين "العام" و"الخاص" ؟ إدانات دولية متصاعدة لتوسيع الاحتلال عدوانه على غزة الأمم المتحدة: الوضع في غزة يزداد سوءا تحسن في أسعار صرف الليرة في السوق الموازي الشيباني في واشنطن.. دلالات سياسية واقتصادية في توقيت حساس مساع أممية لإيجاد حلول مستدامة للاجئين السوريين في الأردن "الدولرة"...استقرار نقدي على حساب القرار الوطني مراجعة مذكرات التفاهم.. رسالة طمأنة للمستثمرين أم اعتراف ضمني بالفشل ؟ افتتاح مبنى التأمينات الاجتماعية بإدلب… خطوة نحو تحسين الخدمات أكرم الأحمد:  تغطية الأحداث تتطلب إعلاماً أكثر شمولاً وانتشاراً   اجتماع الأسرة الزراعية في إدلب… نحو استراتيجية متكاملة لدعم المزارعين لمواجهة الجفاف في سوريا.. التشبث بالأرض ومواصلة الإنتاج