الثورة – سيرين المصطفى:
تُعد السنوات الأولى من حياة الطفل مرحلة حاسمة في تكوين شخصيته وترسيخ ملامح سلوكه المستقبلي، في هذه الفترة يكون شديد التأثر بما يراه ويسمعه، يقلّد تصرفات المحيطين به بشكل مباشر، ما يجعل وجود قدوة حسنة في حياته أمراً بالغ الأهمية يؤثر في سلوكه ومواقفه لعقود قادمة.
يؤكد أخصائيون في علم النفس أن وجود نموذج إيجابي أمام الطفل يعزز تعلّمه للسلوكيات الصحيحة ويُسهم في ترسيخ قيم مركزية مثل الصدق والاحترام والكرم والشجاعة والمثابرة، وتظهر الدراسات التربوية أن الأطفال الذين يحتذون قدوة صحيحة يكونون أكثر قدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويكتسبون عادات تساعدهم على التفاعل الإيجابي مع الآخرين وبناء شخصية متوازنة ومتكاملة.
يشدد التربويون على أنّ دور الأسرة يتجاوز تأمين البيئة الآمنة ليشمل التقرب من الأطفال والتحدث معهم عن الشخصيات التي تستحق الاقتداء بها، ومشاركة القصص والتجارب الإيجابية، ومناقشتها لتعزيز القيم والسلوكيات الصحيحة.
كما يُنصح بتعليم الطفل كيفية اختيار القدوة المناسبة وفقاً لعمره واهتماماته لضمان أثر إيجابي مستمر في سلوكه ونظرته للحياة.
من أبرز النماذج التي يمكن أن يستلهم منها الطفل قيماً سامية شخصية النبي محمد ﷺ بما تحلى به من صدق ورحمة وعدل وحكمة في التعامل مع الآخرين، ويشير التربويون إلى أن الاقتداء بالعلماء والشخصيات التاريخية العظيمة يزرع في الطفل حب العلم والاجتهاد، ويعزز احترامه للآخرين وشجاعته في مواجهة التحديات.
إنّ ارتباط الطفل بهذه القدوات يسهم في تكوين شخصية متوازنة وسلوكيات إيجابية تلازمه في حياته اليومية.
تشير الأبحاث النفسية إلى أنّ وجود القدوة الحسنة في حياة الطفل يترك أثراً مباشراً على بناء شخصيته وسلوكياته المستقبلية، فهو يتعلم القيم الصحيحة ويكتسب عادات تساعده على اتخاذ قرارات صائبة والتعامل مع الآخرين بلباقة ومسؤولية، كما أن ترسيخ القيم الأخلاقية الإيجابية في هذه المرحلة يسهم في تنشئة جيل قادر على التمييز بين الصواب والخطأ ومزوّد بمهارات اجتماعية وسلوكية راسخة.
وجود القدوة الحسنة ليس مجرد خيار تربوي، بل أساس لتنشئة طفل متوازن أخلاقياً وسلوكياً.
لذلك يُستحسن أن يكون الآباء والمربون أنفسهم قدوة حية لأطفالهم، وأن يشجعوهم على الاقتداء بالشخصيات الصالحة والعلماء والنماذج التاريخية النبيلة لضمان بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات الحياة بسلوكيات إيجابية وقيم راسخة.