الثورة – وعد ديب:
تواجه المنشآت والشركات اليوم تحدياً كبيراً في كيفية الحفاظ على موقعها في الأسواق.. السؤال الأبرز الذي يجب أن تطرحه كل شركة على نفسها هو: “ما الذي يميزني عن الآخرين؟” بمعنى آخر، ما هي القيمة المضافة التي تقدمها الشركة للمستهلك؟
في هذا الصدد، قال الإعلامي والمدرب أحمد العمّار في تصريح لـ”الثورة”: إذا كانت الشركة لا تملك شيئاً يميزها، فهي حتماً لن تتمكن من الاستمرار في السوق، ففي عالم تنافسي يتسم بالتطور المستمر، على الشركات أن تُثبت قدرتها على البقاء من خلال تقديم شيء فريد، وإلا فإنها ستواجه خطر الفشل.

مستقبل واعد
متابعاً: على الرغم من التحديات التي تواجه الاقتصاد السوري، إلا أن هناك تفاؤلاً كبيراً بشأن مستقبل التسويق في سوريا، إذ يبدو أن القطاع سيشهد تطوراً ملحوظاً، وأن أحد العوامل الرئيسية في هذا التحسن هو التوسع في قطاع الأعمال، وبخاصة قطاع التجزئة، هذا القطاع شهد نمواً ملموساً في السنوات الأخيرة، وهو يتطلب تلبية احتياجات المستهلكين في جميع أنحاء سوريا.
وبيّن العمار أن التوسع في الأعمال، يعني ضرورة وصول المنتجات إلى كل المناطق السورية، بما في ذلك المناطق التي كانت في السابق صعبة الوصول، تحسن القوة الشرائية نتيجة لزيادة الرواتب، وتدفق الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد فتح الباب أمام فرص جديدة للتسويق، وعلى الرغم من أن التحديات الاقتصادية لا تزال قائمة، إلا أن العديد من الشركات والمستثمرين بدؤوا يدخلون السوق السوري، ما أسهم في زيادة تنوع المنتجات المعروضة، من السيارات الكهربائية إلى الهواتف الذكية، أصبحت المنتجات التي كانت غائبة سابقاً متاحة بكثرة، وهو ما يشير إلى تحول نوعي في السوق.
تحديات
وأضاف: رغم الآفاق الواعدة، لا يمكن تجاهل بعض التحديات التي قد تواجه عملية التسويق في المستقبل، على سبيل المثال، فإن البنية التحتية التي تعد من العوامل الرئيسة في نجاح التسويق، بحاجة إلى تحسين وتحديث، من دون بنية تحتية قوية، ستكون جهود التسويق محدودة، ولن تتمكن المنتجات من الوصول إلى المستهلكين بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدٍ آخر يتمثل في سلوك المستهلك، الثقافة الاستهلاكية في سوريا بحاجة إلى تطوير مستمر، لا يزال هناك نقص في الوعي التسويقي بين شرائح كبيرة من الجمهور، وهو ما يؤثر على طريقة تعاملهم مع المنتجات والخدمات، ففي الوقت الذي تتوفر فيه العديد من المؤسسات الأكاديمية والتخصصات التي تركز على التسويق في الدول المتقدمة، فإن هذا المجال ما زال يفتقر إلى وجود مؤسسات تعليمية متخصصة في سوريا.
التشريعات وحماية المستهلك
في هذا السياق، اعتبر المدرب العمّار، أن الوعي القانوني أحد المفاتيح الأساسية لتحسين جودة السوق، في الدول المتقدمة توجد جمعيات حماية المستهلك التي تضمن حقوق الأفراد، وتعمل على محاربة الغش التجاري وحماية الأسعار من التلاعب.. في سوريا هناك حاجة لتطوير آلية مشابهة، بدلاً من الأسلوب التقليدي الذي يعتمد على الرقابة الحكومية، مثلما كانت وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية تراقب الأسعار والشكاوى.
وتابع: فاليوم يتوجب أن يتم تعزيز وجود جمعيات مستقلة تحمي حقوق المستهلك وتضمن عدم التلاعب بأسعار السلع والخدمات.
وبرأي العمٌار، فإن التفاؤل في المستقبل اجمالاً -مستقبل التسويق في سوريا بالذات- يبدو واعداً رغم التحديات، ومع استمرار التوسع في القطاع التجاري وتدفق الاستثمارات إلى السوق، فإن فرص التسويق ستزداد بشكل ملحوظ، وعلى الشركات أن تكون مستعدة للمنافسة عبر تقديم منتجات مميزة والاعتماد على استراتيجيات تسويقية متجددة، وفي الوقت نفسه، يجب العمل على تحسين الوعي الاستهلاكي وتنمية الثقافة التسويقية لدى الجمهور السوري، وهو ما سيسهم في خلق سوق أكثر تنافسية وأماناً.