“طائر النار”.. يفرد جناح الحرية ويُسقِط آخر جمره

الثورة – رنا بدري سلوم:

إنه الجمر القابع تحت الرماد، وإن انطفأت نيران الحرب، تبقى جراحها وتبقى الندوب شاهدة على أننا يوماً قُتلنا وعُذبنا وتشردنا، وإن نسي العالم أجمع أوجاعنا، ذاكرتنا لن تنسى ولن تموت، إنها رسالة سينما الواقع التي رسختها تظاهرة “أفلام الثورة السورية” على مدى أيامها الثلاثة.

في مشاهد مؤثرة حدّ البكاء لفيلم “طائر النار” الذي بدأ مشاهده الأولى بكلمة محقة كتبت بالخط العريض على الجدران تنادي الحرية والسلام والحياة، “الموت ولا المذلة قاتل الأطفال ارحل يا بشار، يسقط الأسد نفديكي يا حماة”، لم تقف المشاهد عند الكلمات وحسب، بل تصدر رئيس النظام المخلوع مشاهد الفيلم، بمواقف مضحكة مبكية حدّ الوجع، وكأن معد ومخرج الفيلم وليد قوتلي يريد لنا كمشاهدين أن نقارن بين خطاباته الرنانة التي كنّا نصفق لها ونصدقها، وبين الواقع المؤلم الذي يصفق الموت له بأفعال الشياطين.

فوثّق القوتلي بالصوت والصورة والمواقف التي كان أصحابها شهود عيان على عذابات موت قل نظيره، فتحدث الأسد المخلوع لوكالات الأنباء العالمية عن حقوق الأطفال وحمايتهم، وإذ ترافقه مشاهد مؤلمة لأطفال قتلها بالكيماوي في داريا، وأطلق الغازات السامة على أطفال جوبر وحرستا، ظهر في مشاهد وهو يتحدث عن التقوى والإيمان وهو يأمر بهدم مساجد بيت الله بقذائف الهاون، كان يتحدث عن السلام وحرية التعبير ليظهر المعتقلون وهم يعذبون تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”، يحرق شعرهم ويسلخ جلدهم، ويظهرون بأجساد عارية، أشلاء مقطّعة، هياكل جوعى من الحصار والتجويع.

مشاهد لا ننصح الأطفال بمتابعتها، رغم أن صالة الكندي التي عرضت الفيلم أمس، احتضنت أطفالاً كانت عيونهم الخائفة تراقب المشاهد باستغراب، وخاصة أن الفيلم بدأ بالطفولة حين تحدث عن تسعة عشر طفلاً في درعا عذبهم أمن النظام المخلوع، فقلعت أظفارهم لأنهم كتبوا على جدران مدارسهم “نريد الحرية”.

من عذاباتهم انطلقت شرارة الثورة السورية التي وثقها القوتلي في مشاهد حقيقية لثوار تابعوا الثورة يوماً بيوم، ولم ينس أن يشكرهم في نهاية الفيلم الذي جمع المحافظات الثائرة، موثقاً بالتاريخ والزمان والمكان أحداث الثورة…

فلم يحلق طائرالنار ضمن المحافظات السورية وحسب، بل أوصل لهيبه إلى العالم عبر هذا الفيلم الذي عرضه القوتلي على قناة أورينت سابقاً، وترجمه إلى الإنكليزية، فظهر فيه معظم رؤساء ودبلوماسيي الدول الأوروبية يأمرون “بجلب الأسد ومجرمي حربه إلى محكمة العدل الدولية”، “الأسد فقد شرعيته”، “شهادات عالمية منتقاة بعناية بالغة لتوثيق الجرائم الإنسانية التي ارتكبت بحق المدنيين العزل”، ورغم ذلك بقي الموت والقتل والتعذيب مخيماً أربعة عشر عاماً على سوريا الحبيبة.

“كانت مشاهد الفيلم أقسى مما توقعناه كمشاهدين”، تقول جيهان ابنة مدينة داريا، نعم لقد عشنا أيام الثورة، كانت ترمى علينا جمرات الموت المتمثلة بالبراميل الكيماوية، وقذائف الهاون، واستخدام الغازات السامة، لكن ما شاهدناه اليوم في الفيلم أقسى مما تخيلنا أن نراه وأشد إيلاماً، مشاهد الدماء، والأجسام، وجثامين الأطفال المكفنة المصطفة، كلها مشاهد أعادت الذاكرة إلى مواجعها، وتؤكد أن الثورة طائر النار الذي يعيش اليوم كالعنقاء يخرج من تحت الرماد.

آخر الأخبار
ريباكينا تهزم سابالينكا وتتوّج في الرياض الأسطورة الصربي دجوكوفيتش يتألق في أثينا رغم تعادله.. البايرن يواصل زعاته للبوندسليغا مارسيليا يتصدّر الليغ آن القانون أولاً..العدالة تمهّد الطريق لعودة الاستثمار غرفة تجارة حلب تلتقي وفداً تركياً لتعزيز فرص الاستثمار الاقتصادي الألبسة الشتوية عبء إضافي على القدرة الشرائية   خسائر متلاحقة.. مزارعو البندورة في طرطوس يناشدون بفتح أسواق تصديرية دمشق تطلق شراكة جديدة لتفعيل التنمية في الأحياء الصحة السورية بين النداء الدولي والاستحقاق الوطني إدارة نفايات الطاقة الشمسية خطوة أساسية لضمان الاستدامة سوريا تواجه ذروة الجفاف  طريق تعافي الصناعة المحلية.. طويل وشائك   تنقيب وحفر عشوائي.. ضبط تعديات على مواقع أثرية بدرعا عدلية دمشق تحت المجهر: 100 كاميرا مراقبة لتعزيز الشفافية القضائية ظهرٌ صغير.. وحملٌ كبير.. من المتضرر؟ التعاونيات درع النحالين في مواجهة التغيّر المناخي البيع بالوزن.. حل اقتصادي أم تحد للسوق المحلي ؟ استغلال معلن فياض: مبارك لجماهير حمص الفداء ونحذو حذو كرة السلة