الثورة- نعيمة الإبراهيم:
آمن بأهمية التغيير في سوريا وبأنه الباب الوحيد لبناء سوريا التي يرغب بها كل أبنائها، من أوائل الناس المنظمين للمتظاهرين في منطقة الغاب والمساهمين بفك الحصار الإعلامي عندما أغلق النظام السابق كل أبواب إيصال رسالة المتظاهرين للعالم، اتخذ من مغارة تحت الأرض في ريف إدلب الجنوبي مكانا لتدريب عشرات النشطاء والصحفيين.
إنه الإعلامي أكرم الأحمد الذي التقته “الثورة” على هامش فعاليات الدورة التدريبية التي أقيمت في الأكاديمية السورية بدمشق مؤخرا.
عن بداياته الإعلامية يقول الأحمد، أسست مكتب حماة الإعلامي في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي بداية تشرين أول 2011 بهدف نقل الحقيقة وتأهيل كوادر إعلامية قادرة على نقل الصورة وتوثيق الأحداث, ومع بداية عام 2012 تحول مكتب حماة الإعلامي للمركز الصحفي السوري الذي انبثق عنه عدة مؤسسات كان لها دور هام في قطاع الإعلام.
البداية كانت من محافظة إدلب، يتابع الأحمد، لاسيما وأنه كان من المطلوبين للنظام، وتم التضييق عليه وزملائه، ومع عدم توفر البنية التحتية من كهرباء وإنترنت إلا أنه بقي مصرا على متابعة عمله في ظل تحديات كبيرة وخطيرة لينقل للعالم مع فريقه مجريات الأحداث عبر آلاف المواد الإعلامية .
ويضيف الأحمد: في عام 2015 أسسنا معهدا تدريبيا ركزت فيه على تدريب الناشطين والإعلاميين معظمهم من السيدات، وقد تم قصف المعهد أكثر من مرة وأصبت أنا وعدد من العاملين، كان ذلك بتاريخ 2013 من آذار، وفي المرة الثانية 2017 أصبت أنا وأخي، وأصيب الزميل محمد علي ونفس العام أصيبت السيدتان سلوى عبد الرحمن وسماح خالد.
ويتابع أن المحطة المهمة في حياته كانت العمل في قضايا السلم الأهلي مع انطلاق الثورة بالتعاون مع أهم الشخصيات المؤثرة في منطقة الغاب من كافة الأطياف والمكونات الاجتماعية هناك، وقال، تم اعتقال بعض من تعاملنا معهم من الطوائف الأخرى لتجنيب المنطقة المشاكل ذات البعد الطائفي، كون النظام عمل كثيرا على هذه الجزئية ليخيف باقي مكونات المجتمع من المتظاهرين.
ضبط قطاع الإعلام
وأضاف: عملنا على ضبط قطاع الإعلام المستقل مع مجموعة من الزملاء من خلال إطلاق “ميثاق شرف للإعلاميين السورين” في عام 2015 وتشكيل هيئة مستقلة تعمل على متابعة تطبيق الميثاق وضبط المحتوى للمؤسسات الإعلامية لينبثق عنه لجنة شكاوى مستقلة تعالج الانتهاكات الإعلامية لتكون التجربة الأولى عربيا عندما قام الإعلام المستقل بتنظيم ذاته وإيجاد أدوات لضبط المحتوى الإعلامي، ومنح الجمهور أدوات مساءلة ومحاسبة للإعلام، وليمارس دوره الرقابي، ليضطلع الإعلام بدوره التنموي في بناء المجتمع والحفاظ على السلم الأهلي وبالتالي كسب ثقة الجمهور.
وتتمثل أهمية ميثاق شرف للإعلاميين السوريين في كونه مبادرة إعلامية مستقلة، تضع الجمهور في صدارة أولوياتها بهدف كسب ثقته وترسيخ مكانة الإعلام كصوت للناس.
ويسعى الميثاق إلى تشذيب الممارسة الإعلامية عبر ندوات تدريبية ولقاءات مهنية منتظمة وبرامج تعريفية وبناء وعي ليغدو نواة وأداة فاعلة لصون السلم الأهلي وتعزيز ثقافة السلام وبناء المجتمع البناء السليم.
كما يعمل على إرساء قواعد الشفافية والمساءلة، وتطوير منظومة شكاوى تتيح للجمهور محاسبة المؤسسات الإعلامية إضافة إلى بناء شراكات مع هيئات محلية وعربية ودولية لتبادل الخبرات وتوسيع أثره في ترسيخ بيئة إعلامية مسؤولة ومستقلة.
ويؤكد الميثاق أن الالتزام بالمبادئ المهنية للصحافة مثل الدقة والحياد والإنصاف واحترام حقوق الإنسان هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع متماسك ينهض على الثقة والمعلومات الموثوقة ويسهم في رفع الوعي الفكري والاجتماعي بعد النزاعات.
وعن التحديات والمصاعب التي واجهته تابع الأحمد: في رصيدي المهني حتى الآن 185 دورة تدريبية، تدرب فيها حوالي3500صحفي سوري وعربي في مختلف الفنون الصحفية/ المكتوب المسموع والمرئي/ ودورات تدريبية في الحوكمة وإدارة الأزمات وإدارة الوعي والإبداع والعلاقات العامة, كان التحدي الكبير هو ملاحقة النظام لنا والقصف المستمر بالإضافة لانعدام الكهرباء والإنترنت في مناطق عملنا.
ويقول الأحمد، إن ما يحتاجه الإعلام الآن هو “التوسع والشمولية” في تغطية الأحداث والفعاليات وأن يكون صوت السوريين جميعا دون أي تمييز أو انحياز ليكسب الثقة مما يساعد على تحقيق أهم أهداف الإعلام في زيادة الوعي المجتمعي.