الثورة – عبد الحميد غانم:
شهدت أسعار صرف الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في السوق الموازي خلال تعاملات يوم أمس، مع تسجيل ارتفاع قيمتها أمام الدولار الأميركي واليورو، في مؤشر يعكس تحركات إيجابية في السوق النقدي المحلي وسط استمرار التحديات الاقتصادية.
في التفاصيل، ارتفعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي بنسبة 0,76 بالمئة، وسجل سعر الصرف في السوق الموازي 11750 ليرة لكل دولار، مقارنة بـ 11840 ليرة في اليوم السابق.
في حين استقرت أسعار الصرف وفق النشرة الرسمية لمصرف سوريا المركزي عند مستوى 11055 ليرة للدولار، مما يشير إلى فروقات ملموسة بين السعر الرسمي والسوق غير الرسمية.
وعلى الصعيد الأوروبي، شهدت الليرة السورية تحسناً مقداره 0,80 بالمئة أمام اليورو بسعر وصل إلى 13929 ليرة لكل يورو، مقارنة بـ 14042 ليرة في يوم أمس.
كما عكست النشرة الرسمية للمصرف المركزي أيضاً تحسناً بنسبة 0,55 بالمئة، ليبلغ متوسط سعر صرف اليورو الرسمي 13038 ليرة مقابل 13110 في اليوم السابق.
تعكس هذه التحركات الديناميكية في أسعار الصرف التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق الموازية أمام ضغط العوامل الاقتصادية المحلية والإقليمية، بما في ذلك تذبذب الطلب على العملات الأجنبية وتأثير العقوبات الدولية على الاقتصاد السوري. كما يبرز الفارق بين السعر الرسمي وسوق النقد الموازية تحديات توازن العرض والطلب في الأسواق المالية.
ويأتي تحسن الليرة في ظل محاولات الحكومة السورية ضبط السوق وتعزيز الثقة في العملة المحلية، وهو مؤشر إيجابي قد يسهم في تقليل الضغوط التضخمية وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين على المدى القصير.
مع ذلك، يبقى الاستقرار النقدي مرتبطاً بعدة عوامل اقتصادية وسياسية جوهرية، وخاصة التدخلات الرسمية وإدارة موارد النقد الأجنبي.
في السياق، يعول المتابعون على الإجراءات الحكومية الأخيرة لتعزيز الاستقرار النقدي، مع ضرورة استمرار مراقبة حركة السوق بشكل دقيق، إذ يمكن أن تؤثر الأحداث المحلية والإقليمية بشكل مباشر على أسعار الصرف وتداعياتها على الاقتصاد السوري.
هذا التحسن النسبي في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار واليورو يشكل بارقة أمل في ظل واقع اقتصادي صعب، لكنه يظل هشاً يحتاج إلى دعم تنموي شامل وبرامج اقتصادية فعالة للحفاظ على هذا الاتجاه الإيجابي وتحقيق استقرار أوسع.