الثورة – سامر البوظة:
تتوالى الإدانات العربية والدولية عقب توسيع كيان الاحتلال الإسرائيل هجومه البري على مدينة غزة، والذي يسعى من خلاله إلى محاولة فرض وقائع جديدة بالقوة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم إضافة إلى التنديد بمجازر الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع منذ نحو عامين، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية جراء تصاعد القتل والتهجير والمجاعة، وتزايد أعداد الضحايا بوتيرة متسارعة على مدار الساعة، بسبب تواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على غزة والعديد من المناطق في القطاع.
ألمانيا وعلى لسان وزير خارجيتها يوهان فاديفول أكدت أن التصعيد الإسرائيلي البري لاجتياح مدينة غزة خطوة في الاتجاه الخاطئ، داعية إلى البحث عن طريق لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.
بدورها اعتبرت الخارجية الكندية أن الهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة أمر مروع، وأشارت في تغريدة على منصة “اكس” الى أن الهجوم يفاقم الأزمة الإنسانية ويجب على حكومة إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي.
في حين أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران، أن توسيع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يشكل مرحلة دموية من جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، ويتجاهل المبادئ الأساسية للقانون الدولي, داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك الفوري من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار، ومحاسبة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبها بحق الفلسطينيين.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أكدت أن العدوان الإسرائيلي الواسع على مدينة غزة يشكل تصعيداً خطيراً يعمق الكارثة الإنسانية، داعية الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف الحرب فورا.
فيما أدانت كل من المملكة العربية السعودية وقطر والأردن بأشد العبارات توسيع إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة، ومواصلتها ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني معتبرةً ذلك خرقاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني، وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية, ومطالبة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، باتخاذ قرارات فورية لوقف آلة القتل والتجويع والتهجير الإسرائيلية ضد شعب فلسطين، جميع القرارات الدولية ذات الصلة على سلطات الاحتلال بكل حزم، بما يحافظ على الأرواح البريئة، ويضمن الوقف الفوري لكل أشكال الإبادة الجماعية والتهجير القسري وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ووقف التصعيد الخطير الذي يفاقم الأوضاع الإنسانية.
كما أدان البرلمان العربي ورابطة العالم الإسلامي بأشد العبارات، توسيع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقفه.
وحذرت رابطة العالم الإسلامي من التداعيات الكارثية لاجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة، داعية المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة من آلة الحرب الإسرائيلية.
إلى ذلك وجهت أكثر من 20 وكالة إغاثة دولية، أمس رسالة عاجلة إلى الأمم المتحدة ورؤساء الدول حول العالم، دعت فيها إلى التدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، وذلك قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
يأتي هذا في وقت تتواصل فيه هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، وسط تنفيذ غارات وقصف واسع لأحياء المدينة، ونسف المباني والأبراج السكنية بواسطة المجنزرات والروبوتات المفخخة بأطنان من المتفجرات، ما أسفر عن ارتقاء وإصابة العشرات وسط حركة نزوح قسري كثيفة لمئات العائلات التي يرغمها الاحتلال على التوجه إلى جنوب القطاع تحت القصف.
وفي هذا السياق أكد المرصد الأور ومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف استخدام العربات المجنزرة المفخخة والمحمّلةً بأطنان من المتفجرات لتدمير الأحياء السكنية في مدينة غزة، في إطار تصعيد غير مسبوق لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن استخدام هذه العربات بات يشمل جميع ساعات اليوم، ما يزيد من احتمالات سقوط المزيد من الضحايا.
وبلغت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في تشرين الأول 2023، أكثر من 65 ألف شهيد، إضافة إلى 165 ألف جريح، وأكثر من 9 آلاف مفقود، وسط ظروف إنسانية كارثية ومجاعة أودت بحياة المئات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل للمنازل والبنية التحتية.