الشيباني.. واختبار جدية التأثير الأميركي على “قسد”

الثورة- عبد الحليم سعود:
لا خلاف حول أهمية الزيارة التي بدأها اليوم وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بالنظر إلى أهمية الملفات التي يحملها في جعبته من أجل مناقشتها مع المسؤولين الأميركيين، بالإضافة إلى أهمية الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية على المسرحين العالمي والإقليمي، ولاسيما على المسرح السوري عبر وجودها العسكري المعلن في منطقة شرقي الفرات “الجزيرة السورية “،وعلاقتها مع “قسد”، وحساسية هذا الدور، وتأثيره العملي على مجمل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا.  ولا خلاف أيضاً حول مدى قدرة واشنطن في التأثير على قرار “قسد” من الناحيتين السياسية والعسكرية، وبما يخدم عودتها إلى الاتفاق الذي وقعته مع الحكومة السورية في آذار الماضي وتنفيذ بنوده، بالنظر إلى أهمية ذلك باعتباره خطوة أساسية وحيوية نحو استعادة وحدة وسيادة سوريا.
تمتلك الإدارة الأميركية، نفوذاً وتأثيراً كبيرين لا يمكن إغفالهما على القرارين السياسي والعسكري داخل قوات “قسد”، وهي تستطيع إذا ما توفرت الجدية لديهاـ أن تقنع قادة التنظيم بتنفيذ اتفاق آذار الذي ينص على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية، وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، وكذلك الاندماج داخل مؤسسات الدولة السورية.
بكل تأكيد يحمل الوزير الشيباني في جعبته كل التطمينات اللازمة للتخلص من الهواجس التي تدعيها “قسد”، فيما لو قامت بوضع المصلحة السورية فوق الاعتبارات الفئوية الضيقة، والمصلحة السورية اليوم تقتضي نبذ ورفض كل أشكال التقسيم أو التفتيت للحالة السورية، لأن من شأن ذلك إضعاف المجتمع وتشتيت الطاقات والقدرات وتبديد الثروات والإمكانات، وجر البلاد إلى صراعات داخلية تحت عناوين طائفية أو عرقية لحساب أجندات خارجية.
من المعلوم أن الوجود الأميركي في منطقة الجزيرة السورية، جاء في إطار قيام تحالف دولي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، انضم إليه فيما بعد تنظيم “قسد”، واليوم هناك مصلحة سورية وأميركية مشتركة في استمرار هذا التحالف للقضاء على البؤر المتبقية للتنظيم الإرهابي في عموم سوريا ولاسيما البادية السوريةـ  وهذا جزء من اتفاق 10 آذارـ وبما أن الحكومة السورية ملتزمة بهذا المسار أي الحرب على الإرهاب، فإن من مصلحة “قسد” أن تعود للاتفاق وأن تتخلى عن أجنداتها الخاصة.
إن استمرار تنظيم “قسد” في تعنته، والتنكر لما جاء في اتفاق آذار من شأنه أن يبدد الجهود الأميركية والعربية والدولية الساعية إلى ضمان استقرار سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن يُضرّ بهذه الجهود، وأن يفتح المجال واسعاً أمام تنظيم داعش للعودة إلى سابق نشاطه، مستفيداً من التوترات الأمنية التي تحدث في شمال وشرق البلاد.
كما سيشجع أطراف داخلية أخرى- ميليشيا الهجري في السويداء مثالاـ على رفض كل المبادرات الإيجابية التي تسعى لتضميد الجرح السوري، واستعادة عوامل الوحدة والأمن والاستقرار في كل البلاد.
الوزير الشيباني، يدرك جيداً أهمية الدور الأميركي في التأثير على “قسد”، وسيسعى بكل ما أوتي من دبلوماسية وحنكة لإقناع واشنطن بلعب دورها في هذا الاتجاه، من أجل تنفيذ “قسد” لاتفاق آذار كونه يحقق رغبة واشنطن برؤية سوريا دولة آمنة ومستقرة، ولا تشكل خطراً على أحد أو قلقاً لجيرانها، ويضمن عدم جر البلاد إلى حمام دم لا مصلحة لأحد فيه سوى أعداء السلام والاستقرار في المنطقة.

آخر الأخبار
"تقنيات التعلم الفعال".. تحصيل حياتي أفضل تشريعات الاغتصاب .. صرامة في النص تساهل في التطبيق ثلاثية بيضاء لميلان في الكالتشيو طرح الدوري الممتاز وكأس الجمهورية للبيع.. فمن يشتري؟ دمشق وواشنطن .. نحو بناء علاقات راسخة تحاكي المصالح المشتركة مزارعو الغاب بين قسوة الجفاف ونيران الحرائق  وقفة احتجاجية تطالب بإسقاط المرسوم 66 .. أصحاب الحقوق: أكبر جريمة نهب عقاري في تاريخ دمشق السياسة الخارجية السورية التفاعلية... نقطة على السطر الشيباني.. واختبار جدية التأثير الأميركي على "قسد" صفحة جديدة في مسار العلاقات السورية-الأميركية الزبداني .. تعيد النور إلى فصول مدارسها 30 مدرسة بريف دمشق تتحضر لاستقبال طلابها فتح 200 كم "خطوط نار" في ريف اللاذقية الشمالي تكريم حفظة القرآن في تجمع "جديدة الفضل" و"دروشا" افتتاح محكمتي صلح في "دارة عزة" و"الأتارب" ‏ختام فعاليات ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في جامعة الفرات إقالة دبلوماسيين أميركيين معنيين بالشأن السوري بشكل مفاجئ  ‏الصيد الجائر يهدد الثروة السمكية في دير الزور إصلاح أم إعادة تموضع بين "العام" و"الخاص" ؟ إدانات دولية متصاعدة لتوسيع الاحتلال عدوانه على غزة