الثورة-أسماء الفريح:
ضمن مساعي الحكومة السورية لفتح صفحة جديدة من العلاقات السليمة عربياً وإقليمياً ودولياً لما فيه مصلحة شعبها، وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بعد عقود من عزلة فرضها النظام البائد ومخططات إسرائيلية مشبوهة, تأتي الزيارة الرسمية الأولى لوزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني إلى العاصمة الأميركية واشنطن اليوم.
وبحسب موقع إكسيوس الأمريكي، فإن الوزير الشيباني سيجتمع مع مشرعين أميركيين في واشنطن لمناقشة رفع العقوبات الأميركية المتبقية على سوريا بشكل دائم. ومن المتوقع أن يجتمع الشيباني مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم غد الجمعة، حسبما أفاد موقع إكسيوس.
العلاقات السورية – الأميركية مرت بمراحل وتقلبات عديدة منذ بدئها بشكل رسمي مع تعيين أول مفوض سوري في واشنطن في ال30 من كانون الثاني عام 1945 كانت سماتها البارزة التوتر والقطيعة على خلفية قضايا إقليمية مصيرية ولاسيما الصراع العربي –الإسرائيلي.
وبعد تاريخ الثامن من كانون الأول الماضي والتغييرات الكبيرة التي بدأتها الحكومة السورية الجديدة لإعلان تاريخ جديد للبلاد بعيد عن الانغلاق والتقوقع , عملت المملكة العربية السعودية على محاولة إذابة الجليد بين دمشق وواشنطن وتمكنت من جمع الرئيسين أحمد الشرع ودونالد ترامب في الرياض في ال14 من أيار الماضي.
هذا اللقاء “التاريخي” وفقا لبيان وزارة الخارجية والمغتربين الذي أصدرته آنذاك, أكد خلاله الرئيس ترامب التزام بلاده بالوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية، فيما عبر الرئيس الشرع عن امتنانه للدعم الإقليمي والدولي، كما تناول اللقاء سبل الشراكة السورية- الأميركية في مجالات عدة منها مكافحة الإرهاب والتعاون في القضاء على تأثير الفاعلين من غير الدول، والمجموعات المسلحة غير السورية التي تعيق الاستقرار، بما في ذلك تنظيم “داعش” والتهديدات الأخرى.
وفي الرابع والعشرين من الشهر ذاته، التقى الرئيس الشرع في مدينة إسطنبول- وبحضور الوزير الشيباني- المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، وذلك في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتركز اللقاء حينها، على بحث عدد من الملفات الحيوية، كان أبرزها متابعة تنفيذ رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، حيث أكد الرئيس الشرع أن العقوبات لا تزال تشكل عبئا كبيراً على الشعب السوري، وتعيق جهود التعافي الاقتصادي.
من جانبه، أشار المبعوث الأمريكي إلى أن بلاده بدأت بالفعل في إجراءات تخفيف العقوبات، تنفيذاً لقرار الرئيس ترامب، وأن العملية مستمرة حتى الوصول إلى الرفع الكامل والشامل لها.
وناقش الطرفان، وقتذاك، سبل دعم الاستثمار الأجنبي في سوريا، لا سيما في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، وأبدى الجانب السوري استعداده لتقديم التسهيلات اللازمة لجذب المستثمرين، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار مع ضمان بيئة مستقرة وآمنة.
كما تم مناقشة سبل التعاون الأمني المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان الشيباني التقى روبيو بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مدينة أنطاليا التركية منتصف أيار الماضي حيث ناقشا تفاصيل رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، وسبل بناء علاقة استراتيجية, تبعه في الرابع من تموز اتصال هاتفي تناول فيه الوزيران مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولأنها الزيارة الأولى لوزير خارجية سوري إلى واشنطن منذ 25 عاما , فإنها تحمل دلالات بارزة في مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن، ينتظر أن تعمل على تعزيز آفاق التعاون في ملفات ذات اهتمام مشترك بما ينعكس إيجابا على مستقبلها.