الثورة – جهاد اصطيف:
في أجواء احتفالية غمرتها البهجة والاعتزاز، أُقيم على مدرج كلية الصيدلة بجامعة حلب حفل تكريم 59 طالباً وطالبة من المتفوقين في امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية للعام الدراسي الجاري، برعاية وحضور محافظ حلب المهندس عزام الغريب، ومدير الشؤون السياسية إبراهيم إبراهيم، ورئيس جامعة حلب الدكتور محمد أسامة رعدون، ونائب المحافظ فواز هلال، ومدير التربية والتعليم أنس القاسم، إضافة إلى نخبة من الكوادر التربوية والأكاديمية، الأمر الذي عكس حرص المؤسسات الرسمية على دعم العملية التعليمية وتقدير الجهد المبذول من الطلبة ومعلميهم وأسرهم.
ركيزة بناء الوطن
في كلمته خلال الحفل، أكد المحافظ أن هذا التكريم يأتي ترجمة عملية لتقدير الدولة لجهود الطلاب المتفوقين، واعترافاً بمثابرتهم التي مكنتهم من تحقيق نتائج مميزة رغم الظروف الصعبة، مضيفاً: إن تكريم المتفوقين اليوم ليس مجرد شهادة تقدير، بل هو تعبير عن ثقة المجتمع بهم كجيل قادر على حمل مسؤولية المستقبل، هؤلاء الطلاب يمثلون طاقة واعدة لا بد من رعايتها، فهم ركيزة أساسية في بناء الوطن، وعماد تقدمه ونهضته.
وشدد الغريب على أن المحافظة ستواصل دعمها للقطاع التربوي بكل إمكاناتها، لافتاً إلى أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأجدى، لأنه يصنع أجيالاً واعية قادرة على مواجهة التحديات.
لم تخلُ أجواء الحفل من لحظات إنسانية مؤثرة، إذ عبّر عدد من الطلاب المكرمين عن فرحتهم واعتزازهم بهذا التكريم، معتبرين أنهم اليوم يجنون ثمرة سنوات من التعب والسهر، ومؤكدين أن التفوق ليس نهاية الطريق بل بدايته، وأن حلمهم أن يصبحوا أطباء ومهندسين ومحامين ليشاركوا في إعادة إعمار بلدهم، ويثبتوا أن العلم هو الطريق الوحيد للنهوض.
وعبّر ذوو الطلبة عن مشاعرهم بكلمات امتزجت بالفخر والدموع، إذ قالت والدة إحدى الطالبات: هذا اليوم أعاد لنا الأمل بأن كل ما عشناه من صعوبات لم يذهب سدى، ابنتي علمتني أن الإرادة أقوى من الظروف.
دلالات مجتمعية
يرى المراقبون أن هذه الفعالية تحمل أبعاداً تتجاوز التكريم الفردي، إذ تبرز أهمية التعليم كقيمة وطنية ومجتمعية في مدينة دفعت ثمناً باهظاً للحرب، فالتفوق، بحسب ما أجمع عليه المسؤولون، يشكل مؤشراً على تعافي المجتمع، ودليلاً على أن جيل الشباب متمسك بالعلم كسلاح لمواجهة الجهل والتطرف.
كما أن مشاركة الأهالي في الحفل أضفت عليه طابعاً عائلياً، وجعلت من المناسبة مساحة للتلاقي بين مختلف شرائح المجتمع، في مشهد يعكس وحدة الهدف والإصرار على بناء المستقبل.
رسالة أمل
اختتم الحفل بتوزيع شهادات التقدير والهدايا الرمزية على الطلاب المكرمين، وسط أجواء من التصفيق والفرح، وغادر الحضور القاعة وهم يحملون في قلوبهم قناعة راسخة أن المستقبل يصنعه العلم، وأن إرادة النجاح لدى أبنائنا هي الركيزة الأولى لإعادة بناء الوطن.