الثورة – نيفين أحمد:
زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك، ولقاؤه بأفراد الجالية السورية هناك، تمثل محطة سياسية بالغة الأهمية خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها سوريا والمنطقة، هذه الزيارة التي يُنظر إليها على أنها “تاريخية” تتجاوز إطار اللقاء الدبلوماسي التقليدي لتحمل في طياتها رسائل عميقة تهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بين الدولة والجالية السورية في الخارج، وتحديد دورها في مرحلة إعادة الإعمار والتحوّل السياسي.
وفي تصريح خاص للمحلل السياسي وائل علوان من مركز “جسور للدراسات” فإن للجالية السورية في الولايات المتحدة بشكل خاص لها دور محوري لم يقتصر على دعم الانتفاضة الشعبية السورية فحسب، بل امتد إلى متابعة النظام السابق ورموزه وكشف انتهاكاته دولياً، وهذا يُبرز موقعها الفريد كشريك فاعل في عملية التغيير وليس مجرد داعم سلبي.
جاءت زيارة الرئيس الشرع للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سياق تحوّل جذري في المشهد السياسي السوري والدولي. واللقاء مع الجالية يُعدّ رسالة طمأنة واستعادة للثقة بعد سنوات من القطيعة والتباعد، كما يُعتبر دعوة مفتوحة لفتح صفحة جديدة تقوم على الشراكة والعمل المشترك.
ويؤكد علوان أن الجالية السورية تواجه اليوم “فرصة تاريخية” للمساهمة في رسم مستقبل جديد لسوريا من خلال رفع العقوبات الدولية وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي اللازم.
كما تمتلك الجالية نفوذاً لافتاً في مراكز التأثير والسياسة في دول المهجر ما يؤهلها لأن تكون قناة دبلوماسية موازية ومصدر ضغط إيجابي لدعم القضايا السورية في المحافل الدولية.
ولا يقتصر دور الجالية على الجانب السياسي فقط بل يمتد ليكون “جسراً حضارياً” يربط بين الثقافة السورية الأصيلة وروح التجدّد التي تحملها من تجاربها في بلدان الاغتراب، كما يمكنها المساهمة في تشكيل الرأي العام العالمي وتعزيز الدعم الدولي لمرحلة إعادة الإعمار والمصالحة.
تمثل الزيارة خطوة استراتيجية نحو إعادة دمجها في النسيج الوطني، وتأكيداً على أن سوريا الجديدة تحتاج إلى كل أبنائها أينما كانوا لبناء مستقبل حر ومزدهر، وهي أيضاً دعوة صريحة لهم لحمل رسالة الأمل، والمشاركة في كتابة فصل جديد من تاريخ الوطن.