الثورة- مها يوسف:
أكد الكاتب السياسي درويش خليفة أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تمثل محطة تاريخية ومفصلية في مسار سوريا السياسي بعد انتهاء حقبة حكم آل الأسد ، ويرى خليفة أن هذه الزيارة تعد خطوة بالغة الأهمية لإعادة سوريا إلى دورها الطبيعي في الساحة الدولية، كما أنها تشكل عصب الشرعية الدولية للعهد الجديد، بالنظر إلى رمزية المكان والزمان وأهمية اللقاءات التي ستتخللها.
وأشار إلى أن الزيارة تحمل أبعاداً متعددة، فهي من جهة تفتح الباب أمام لقاءات مهمة للرئيس الشرع مع الجالية السورية في الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى ستتيح له الاجتماع مع عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في اجتماعات الأمم المتحدة. وهو ما يمنح هذه الزيارة قيمة استثنائية كونها قادرة على تعزيز شبكة العلاقات الدولية لسوريا، وترسيخ شرعية الرئيس الشرع والعهد الجديد أمام المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق، شدد خليفة على الدور المحوري للجاليات السورية حول العالم، معتبراً أنها يجب أن تكون الحامل لهموم الشعب السوري والمعبرة عن صورة الدولة السورية الجديدة. فالجاليات سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا أو دول الخليج يقع على عاتقها مسؤولية إيصال صورة واضحة عن سوريا الحضارة والتاريخ، وعن تحولها نحو مرحلة جديدة أنهت عقوداً من الاستبداد والانغلاق، لتدخل في طور الانفتاح على دول الإقليم والمحور الغربي، واستعادة دورها كدولة فاعلة تسعى إلى الأمن والاستقرار وإعادة نهضتها بعد سنوات طويلة من المعاناة التي فرضها النظام السابق.
وأضاف أن الجاليات يمكنها أن تسهم في تسويق الحالة السورية الجديدة على أنها تجربة تسعى إلى بناء شراكات إيجابية مع العالم، وجذب الاستثمارات وتوطيد العلاقات مع الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى. فاليوم بات من الممكن أن تتحول سوريا من حالة عزلة عاشتها لعقود إلى دولة تقدم نفسها كبيئة مناسبة للتنمية والسلام، قادرة على أن تستقطب المستثمرين، وتعيد بناء اقتصادها وتفتح المجال أمام مشاركة أشقائها العرب وأصدقائها في الغرب في نهضتها المقبلة.
كما أوضح خليفة أن من شأن هذه المرحلة أن تمنح سوريا الجديدة مكانتها المستحقة بين الدول، ليس فقط عبر التنمية الاقتصادية، بل أيضاً من خلال التعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب أينما وجد، وتكريس صورة سوريا كدولة آمنة ومستقرة وبعيدة عن الاستقطابات والصراعات الإقليمية والدولية.
وختم بالقول: إن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الأمم المتحدة ستكون بمثابة إعلان رسمي عن دخول سوريا في عهد جديد يعيدها إلى محيطها الإقليمي ودورها الدولي، ويؤكد أن الشعب السوري بدعم من جالياته المنتشرة حول العالم، ماضٍ نحو بناء دولة حديثة تنشد السلام والتنمية والاستقرار.