الثورة – عدي جضعان:
سعيُ سوريا نحو التعافي يجعلنا نستذكر مسيرة الإنجازات التي حققتها القيادة السورية الجديدة، فمنذ تولّي السيد الرئيس أحمد الشرع مقاليد الحكم، تتجه الأنظار من مختلف أنحاء العالم إلى الأداء الحكومي.
فالجميع يعلم أن سوريا كانت منهكة تماماً من مخلفات الحرب، لكنها اليوم تبدي جهداً عالياً في إدارة شؤون الدولة.
ومنذ سقوط النظام البائد في الثامن من كانون الأول الماضي، بدأت الحكومة الجديدة بتشكيل وزارات ومؤسسات حديثة، بالإضافة إلى إعادة بناء جيش دفاعي وطني، كل هذه الخطوات تشكّل دلالة واضحة على رؤية سياسية تسعى إلى نهضة البلاد.
عهد جديد
الصحفي أحمد الأطرش يرى أن زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة، ترمز إلى بداية عهد جديد، تتقدّم فيه الدبلوماسية، وتُفتح فيه الآفاق، وتتطلّع فيه القلوب إلى مستقبل أقرب إلى السلام وأكثر إشراقاً بالفرص.
ويضيف: “عندما يخاطب السيد الرئيس الأمم المتحدة بعد عقود من الغياب، فهذا يعني أن صوت سوريا عاد ليسمع، لا كصرخة ألم، بل كنداء أمل”.
ويؤكد الأطرش أن هذه الزيارة كسرت الجليد وفتحت أبواباً كانت مغلقة؛ لقاءات مع واشنطن، تفاهمات مع أوروبا، وساطات عربية، كلها مؤشرات تدل على أن العالم بدأ يرى سوريا بعيون جديدة دولة قادرة على الحوار والبناء، وأن تكون جسراً بين الشرق والغرب.
أما الانعكاس الحقيقي، فقد بدأ يظهر بحسب الأطرش في عيون السوريين الذين بدؤوا يحلمون من جديد، في المستثمرين الذين يدرسون العودة، وفي الجامعات التي تستعد للتعاون الدولي، وفي الشباب الذين يرون أن جواز سفرهم قد يستعيد احترامه، لا أن يبقى مجرد عبء.
ارفعوا العقوبات
وقد صرّح الرئيس الشرع، خلال زيارته إلى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن سوريا ورثت الكثير من الاضطرابات، مشيراً إلى أن القيادة الجديدة لا تستطيع حلّ جميع التعقيدات دفعة واحدة، لكنها تعمل بجهد عالٍ لمعالجتها.
كما شدّد على ضرورة تحقيق التوازن الأمني في المحافظات السورية، مؤكداً أن سوريا مشروع وطني غير قابل للتقسيم أو المحاصصة، وأن الحكومة تمثل كل أطياف الشعب السوري.
وتابع بقوله: “أقول للعالم: ارفعوا العقوبات عن سوريا وانتظروا النتائج”.وفي معرض سؤاله عن حماية الأقليات، رد الرئيس الشرع قائلاً: إن الدولة ستحاسب كل من تورّط في ارتكاب مخالفات، حتى ولو كان من أقرب الناس.
وقد شكّلت هذه الزيارة أثراً إيجابياً لدى السوريين. ويرى مراقبون أنها تُعد جولة استثنائية لم تحدث منذ نصف قرن في تاريخ الدبلوماسية السورية إذ يسعى الرئيس الشرع خلال زيارته- التي قد تستمر إلى خمسة أيام- إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن بما يشمل إعادة فتح السفارة السورية في العاصمة الأمريكية.
وخلال الزيارة أجرى الرئيس الشرع عدداً من اللقاءات، أبرزها اجتماعه مع ديفيد بتريوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA). لما يحمله هذا اللقاء من رمزية خاصة للرئيس الشرع من جهة ولبتريوس من جهة أخرى.