الثورة-أسماء الفريح:
التقى السيد الرئيس أحمد الشرع مسؤولين ومشرعين أميركيين ورجال أعمال ومستثمرين وممثلين من كبرى الشركات الأميركية والعالمية خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة على هامش مشاركته في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة .
فهل ستعزز هذه اللقاءات من فهم الإدارة الأميركية للموقف السوري بشكل مباشر، ولأولويات دمشق في القضايا الإقليمية والدولية بما يساهم في صياغة مقاربة أكثرواقعية لسياساتها في الشرق الأوسط؟.
عبد الوهاب عاصي الباحث الرئيسي في مركز جسور للدراسات ومحلل الشؤون السياسية والأمنية قال في تصريح للثورة :إن زيارة الرئيس الشرع جاءت بعد سماع الصوت السوري، موضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية سمعت الموقف السوري خلال الأشهر العشرالماضية من خلال الموفدين الأميركيين وأيضاً من خلال المسؤولين السوريين، واتخذت إجراءات بعد سماع هذا الصوت .
وأضاف بأن من هذه الإجراءات :قيام واشنطن بتعليق العقوبات الأميركية على سوريا لمدة ستة أشهر، فكان هذا التعليق بمثابة اختبار، مشيراً إلى أنه على ما يبدو أن الولايات المتحدة وجدت بعد سماع الصوت السوري أن هناك جديّة وصدقاً من جانب سوريا و الدولة السورية الجديدة إزاء الالتزامات بتعهداتها و مسؤولياتها السورية أولا، بمعنى” الوطنية” ثم الإقليمية والدولية.
وتابع المحلل عاصي أنه من المعروف أن الولايات المتحدة الأميركية تحدثت في الأشهر الأولى عن عدة شروط بشأن رفع العقوبات عن سوريا وبشأن إقامة علاقة استراتيجية بينها وبين سوريا، ومن هذه الشروط ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مشيراً بهذا الخصوص إلى تنفيذ عمليتين مشتركتين بين التحالف الدولي وبين الجيش العربي السوري ، واحدة في أطمة والأخرى في الباب خلال الشهرين أو الثلاثة الماضية.
و بيّن أن هناك -أيضاً -تنسيقاً أكبر في ملف أن تكون الدولة السورية هي المسؤولة عن السجون ومراكزالاحتجاز التي يتم فيها اعتقال مقاتلي تنظيم “داعش” في مناطق شمال شرق سوريا.وتحدث المحلل عاصي أن هناك ملفات أخرى تتعلق بموضوع حماية الأقليات، موضحا أن سوريا أظهرت أنها تريد وتحرص على حماية الأقليات.
بينما هناك مجموعات خارجة عن القانون تسعى للانفصال وتحتمي بالجهات الخارجية.
وتابع أنه كان من بين الشروط أيضاً ضمان عدم عودة إيران إلى المنطقة، حيث حرصت سوريا على تأمين الحدود مع لبنان بالتنسيق مع الحكومة و الجيش اللبناني و طبعاً بالتنسيق مع العراق أيضاً وعملت أكثر من ذلك بملاحقة شبكات حزب الله والميليشيات الإيرانية في سوريا .
وأشار إلى أن هناك أيضاً قضايا أخرى كانت تصرّ عليها الولايات المتحدة منها التخلص من الأسلحة الكيميائية، وسوريا أظهرت التزاماً بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمات دولية معنية بهذا الملف، إلى جانب قضايا أخرى.