الثورة – غصون سليمان:
بين مشاعر الخوف والأمل بخوض تجربة الترشح والمنافسة للفوز بمقعد في انتخابات مجلس الشعب القادم، والذي يحضر له على أعلى المستويات، تبرز التحديات المجتمعية أمام أمنيات الراغبين والراغبات بالتمثيل في البرلمان.
ففي هذه الظروف وبعيداً عن هواجس التوتر والقلق سأسرد ما قالته المعلمة “ه-ع” حين طلب منها الترشح للمجلس باعتبار الشروط المطلوبة متوفرة بشخصها، بدءاً من الدرجة العلمية ماجستير في اللغة العربية، مدير مدرسةـ تمتلك شخصية قيادية متوازنة بين الحسم والمرونة، لها رصيد شعبي وعلاقات اجتماعية إيجابية واسعة في البيئة التي تعيش فيها.
قالت: عزمت على أن ألبي دعوة اللجنة بملء الاستمارة التحضيرية كمرشحة عن مدينة مصياف- محافظة حماة، لمصلحة قريتي وقرى أخرى، أي الريف، فقبلت من دون تردد لأن آلية شروط الترشح تعتمد المعيار العلمي والخبرة والكفاءة بعيداً عن المحسوبيات ومما كان يجري سابقاً من أساليب مواربة في كثير من الأحيان، ورغم قناعتي بدور المرأة وقدرتها على النجاح والتفوق في أصعب الظروف، إلا أن ذلك لا يكفي لاختيار الهدف وتحقيق الطموح، حين يكون البعض من المجتمع المحيط من المؤثرين السلبيين والوشاة من الدرجة الأولى، ولديهم القدرة على الإقناع لتفشيل كل شخص عنده هدف واضح ويسعى للوصول إليه. إذ حاول هؤلاء ومن خلال معرفتهم بأهلي- والكلام للمعلمة “ه-ع”، أن يبثوا الخوف والرعب من حدوث حالات الخطف والقتل، وأن لا ثقة ولا أماناً في هذه الظروف، إذ تشهد المناطق اضطرابات مختلفة.
وأضافت: لا أخفي توتر أهلي لمجرد التفكير أنني سأكون عضواً في المجلس في حال نجحت في الانتخابات حين موعدها، ما دفعهم لإقناعي بعدم خوض التجربة وأنأى بنفسي عن مشكلات الناس وما تخبئه الأيام من مفاجآت سلبية أو إيجابية. لكن قراري رغم التحديات والوهم الكبير بالخوف وعدم الثقة فيما يروج من بعضنا البعض، هو خوض التجربة بعيداً عن كل الآراء السلبية، ويبقى الصحيح أننا شركاء في هذا الوطن ومسؤوليتنا أن نُعين بعضنا البعض، ونستفيد من تجارب الماضي المريرة التي كانت تعتمد المحسوبيات وإقصاء الكفاءات ومن يدفع أكثر لشراء مقعد لمصلحة المتنفذين والمتطفلين.
لعل لغة التخويف، والتخوين، والتشكيك، وبث الرعب، وإثارة البلبة والشائعات، بين أبناء الوطن الواحد ماهي إلا محرضات تافهة ومخزية وعاجزة، إذا ما سلكنا طريق المحبة والثقة والتعاون، وأن تكون سوريا بلحمتها الوطنية قبلة الجميع.
إرضاء الناس غاية لا تدرك
في جانب مماثل يروي الشاب الجامعي وحيد. ق، وصاحب محل الكترونيات حين أعلن أنه يريد الترشح لانتخابات مجلس الشعب ممثلاً عن مكون معين من النسيج الاجتماعي في المحافظة التي يقطنها، كيف أخذ بعض أقرانه نهيه من الإقدام على هذه الخطوة، لكنه بمنطق الحديث والتفكير بعقلانية يؤكد الشاب وحيد حالة التشويش التي تعرض لها على الصعيد النفسي، رافضاً بعقله كل ما سمعه من مؤثرات وتأثيرات غير مقنعة، من نصائح وأقاويل في ذهن وتفكير بعض الناس التي باتت هاجساً عند الغالبية، معاهداً أن يتطلع للأمام، وينفذ ما نوى عليه وهو الترشح لانتخابات مجلس الشعب، فمستقبل البلد لا يبنى بالأحكام المسبقة والافتراضات المتباينة بين بني البشر.وهكذا دواليك تأتي صفعات الخوف والقلق نتيجة ما يحصل على أرض الواقع من فوضى، وجرائم قتل، وخطف، وسرقة، واعتداء على حقوق الناس والمؤسسات العامة من قبل بعض الخارجين عن القانون، كمؤشر رعب وخوف متنقل في نفوس الناس.
كل ذلك يدفعنا- والقول للشاب وحيد- أن ندعم الاستحقاق الدستوري بمعناه الواسع والعميق وهو انتخاب أعضاء مجلس الشعب، فالحياة البرلمانية ليست نزهة بل تنظيم وخدمة لحياة المجتمع على جميع المستويات.