تحسين البنية التحتية في منطقة الباب بريف حلب

الثورة – جهاد اصطيف:

تتواصل المشاريع الخدمية التي ينفذها مجلس مدينة قبّاسين، بدعم وتعاون من إدارة منطقة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك في مسعى جاد لإيجاد حلول جذرية لمشكلات البنية التحتية المتراكمة منذ سنوات طويلة، وتشمل هذه المشاريع أعمالاً واسعة في قطاع الصرف الصحي، إلى جانب مشروع استراتيجي لإعادة تأهيل وتجهيز الطريق الواصل بين مدينة الباب وحلب المعروف بـ” طريق M4 “، في إطار الجهود المبذولة لتحسين الواقع الخدمي والمعيشي.

شبكة حديثة

أحد أبرز المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ مؤخراً، هو مشروع مد شبكة صرف صحي حديثة في شوارع رئيسة وفرعية عدة ضمن مدينة قباسين، هذا المشروع يأتي استجابة لحاجة ماسة لطالما اشتكى منها الأهالي، حيث تفتقر بعض الأحياء لخطوط صرف صحي منظمة، ما أدى إلى انتشار أساليب بدائية للتصريف، تسببت بمشكلات بيئية وصحية متكررة.

وأوضحت إدارة المنطقة أن الطول الإجمالي للأنابيب التي سيتم تركيبها، يبلغ نحو 1500 متر طولي، وأن المشروع سيغطي الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والتي لم تشملها مشاريع سابقة، مشيرة إلى أن المواد المستخدمة في التنفيذ تخضع لمواصفات فنية دقيقة، تضمن استدامة الخدمة لفترات طويلة، مع مراعاة الظروف البيئية والجغرافية للمنطقة.

الأهداف والفوائد

بحسب إدارة المنطقة، فإن المشروع يهدف إلى تحسين شبكة الصرف الصحي بشكل جذري ومعالجة نقاط الضعف القديمة، والحد من المشكلات البيئية، مثل تجمع المياه الملوثة وانتشار الروائح، وتعزيز الصحة العامة عبر تقليل احتمالية تسرب المياه الملوثة إلى مصادر الشرب، وإيجاد بنية تحتية متينة تساعد على استيعاب التوسع العمراني المستقبلي للمدينة.

بالتوازي مع مشروع الصرف الصحي، تواصل إدارة منطقة الباب أعمال تجهيز الطريق الواصل بين مدينة الباب وحلب “M4″، هذا الطريق يعد شرياناً حيوياً يربط المنطقة بمراكز اقتصادية وتجارية مهمة، إلا أنه منذ افتتاحه بعد التحرير، كان يفتقر إلى التخطيط الهندسي المناسب، الأمر الذي تسبّب في العديد من الحوادث المؤلمة نتيجة غياب الإشارات المرورية والمنصف الطرقي.

وبينت إدارة المنطقة، أن المرحلة الأولى تضمنت تنفيذ الأرصفة على جانبي الطريق، ووضع فاصل بيتوني في منتصفه للحد من التصادم المباشر، وتجهيز الشبكة الكهربائية اللازمة لإنارة الطريق، وتركيب إشارات مرورية لتنظيم حركة السير.

أما المرحلة الثانية، التي يجري التحضير لها، فتشمل تركيب حواجز بلاستيكية بطول يصل إلى 10 كم.

لا يخفى على أحد أن تحسين شبكات الصرف الصحي، سينعكس بشكل مباشر على الصحة العامة، حيث يقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه، كما يساهم في تعزيز البيئة السكنية.

من جانب آخر، فإن إعادة تأهيل الطريق الدولي ستوفر بيئة أكثر أماناً للمواطنين والسائقين، وستدعم النشاط التجاري من خلال تسهيل حركة البضائع والأشخاص.

نقلة نوعية

عدد من أهالي المنطقة أوضحوا أنهم كانوا يعانون منذ سنوات من مشكلة الصرف الصحي، واعتبروا أن الحلول التي تنفذ على الأرض اليوم ضرورية للأهالي، وتمنوا أن تستكمل بسرعة، لأن الوضع سابقاً كان لا يطاق.

فيما علق سائق شاحنة، يعمل على خط الباب- حلب: الطريق الجديد بعد تجهيز الأرصفة والإشارات، أصبح أفضل بكثير من قبل، الحوادث خفت، لكننا بانتظار الحواجز والدهان الطرقي، ليصبح أكثر أماناً، وخاصة في الليل.

من الواضح أن المشاريع الخدمية الجارية في الباب، سواء في قطاع الصرف الصحي أم في إعادة تأهيل الطرق، تمثل نقلة نوعية في تحسين البنية التحتية، وتوفير بيئة صحية وآمنة للأهالي، ورغم التحديات، فإن الجهود المبذولة تعكس إصرار المجالس المحلية على تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، ومع اكتمال هذه المشاريع، ستشهد المدينة تحسناً ملموساً في مستوى الخدمات، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار.