محمود شباط .. الرسم حريتي وأتكلّم به من دون صوت

الثورة – فاديا هاشم:

في المشهد التشكيلي العربي، كثيرون يطرقون أبواب اللون والضوء، لكن قلة فقط يملكون القدرة على تحويل اللوحة إلى مرآة لقلق الإنسان وأسئلته، من بين هؤلاء يبرز اسم فنان شاب لم يتجاوز عقده الثالث بعد، لكنه ترك بصمته الأولى بجرأة لافتة، ليجمع بين الواقعية الدقيقة واللمسة التعبيرية التي تنبض بالحرارة والصدق.

الفنان التشكيلي محمود شباط لوحاته تقف عند تخوم الواقع، لكنها لا تنغلق فيه، في كل مشهد واقعي يرسمه، هناك خيط تعبيري يضخ المعنى ويجعل العين ترى أبعد من الشكل، حين يرسم وجهاً، لا يرسم ملامحه فحسب، بل يرسم صمته أيضاً، ويكشف هشاشته الداخلية، وحين يقترب من مشاهد الحياة اليومية- من الأسواق الشعبية إلى تفاصيل الأزقة- فإنه يحوّلها إلى مسرح إنساني مكتظ بالحركة والانفعال.

الفنان شباط يروي لـ”الثورة” تفاصيل تعلقه بموهبته وامتهانه لها فقال: كنت طالباً في كلية الاقتصاد السنة الثانية، وكان الرسم هوايتي التي أعبر فيها عن مشاعري وعما يحدث من مواقف أو حالات وقضايا أجتماعية تركت أثراً كبيراً بداخلي.

وأشار إلى أنه كان يذهب إلى البسطات ويشتري منها بعض المكياج البسيط لكي يرسم به، بعض أقلام الكحل وظل العينين وغيرها، عندها كان يوجد مسابقة مواهب في كلية الاقتصاد، تقدم للمسابقة، ومن خلالها تعرف على بعض الزملاء الموهوبين، وقال: نصحوني أن أسجل في مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية، وأنا لم أسمع بالمعهد من قبل ولا أدري ما هويته، ذهبت إلى المركز وكان يوجد تقديم امتحان قبول، وسجلت وقدمت الامتحان وكان الاختبار تماثيل، ولم أدر ما هو أو كيف يصنع ماسك التمثال، أرسم وليس لدي أي اطلاع، نجحت في امتحان القبول وأصبحت طالباً في المركز.

وأضاف: حينها أصبحت أفهم المنهج الأكاديمي والثقافة الفنية في دراسة الفنون، من خلال الاستمرارية في العمل وإيمان أساتذتي بي الأستاذ قصي عبد الله أسعد والأستاذ حسن حسن، لافتاً إلى أنه بدأ بالدراسة الواقعية التي ساعدته على فهم أسس الرسم والقدرة على التصوير الدقيق والتي أعطته أساساً قوياً في فهم الأشكال ومنها “الضوء، الظل، المنظور، التشريح “، هذه مهارات ضرورية لتمثيل العناصر بطريقة مقنعة.

وقال: لقد كانت قصتي مع المواضيع التي أرسمها نشأت من بعض التجارب المؤلمة التي ألهمتني وحفّزتني على التعبير عن مشاعري وخلق أعمال فنية عميقة ومؤثرة، فالمعاناة دفعتني إلى أعمال روحية ولغيت رسم المظاهر السطحية والأفكار المسبقة، وسمحت لي باكتشاف مشاعري وأفكاري بعمق أكثر، فوجدت الفن وسيلة للتعبير عن تجاربي الداخلية، وللتعبير عما يعجز عن وصفه بالكلمات العادية، لافتاً إلى أنه ومن خلال التجارب والمطالعة وحضور معارض بعض الفنانين حتى أصبح لدي خط ولون خاص بي حتى تثنى لي المشاركة بعدة معارض داخل البلد وخارجه، فالفن بالنسبة لي هو ابتكار أو خلق شيء من لا شيء.

وختم الفنان شباط: إن عائلتي هي المصدر الأول لاكتشاف موهبتي، فقد لاحظت قدراتي ووفرت الرعاية اللازمة لي وأسهمت في الدعم النفسي والمعنوي، مما ساعدني على تخطي الصعوبات والشعور بالأمان والثقة في قدراتي، حتى أصبحت من خلال الرسم أجد حريتي، وأتنفس به من دون تصنّع وأتكلّم من دون صوت وأصرخ من دون ضجيج.

آخر الأخبار
تعرفة الكهرباء .. ضرورات الإصلاح والواقع المعاش  فاتورة دعم الكهرباء كبيرة جداً ولا بد من تصحيحها رئيس الغرف الزراعية: إتاحة المجال لقطاع الأعمال للقيام بالاستثمار والتنمية إدارة منطقة منبج تنفي شرعية ما يسمى بـ " نقابة المعلمين الأحرار " انتهاكات "قسد" المستمرة تهدد بانهيار اجتماعي في الجزيرة السورية "التأمين والمعاش" بحمص ..طابق مرتفع وكهرباء بـ"القطارة" ..! رفع تعرفة الكهرباء بين ضرورات الاستدامة والضغوط المعيشة  مستشفى الصنمين... بين نبض الحياة وغياب القرار! "المستهلك المالي" يحتاج إجراءات مبسطة تناسب المواطن العادي الموجه الأول لمادتي الفيزياء والكيمياء: تفعيل المخبر المدرسي وإدخال "الافتراضي" خروقات "قسد" المستمرة.. انتهاكات بحق المدنيين تتجاوز اتفاق الـ10 من آذار  بعد رفع أسعار الكهرباء.. صناعيون يطالبون بالتشاركية لإنقاذ القطاع  التسوق الإلكتروني.. فرصة اقتصادية أم تهديد للمتاجر الصغيرة؟ تفعيل دور القضاء في السياسات التعليمية  الإصلاح والواقع المعيشي.. خياران أحلاهما مر  أمام  قرار رفع الكهرباء   الربط البري بين الرياض ودمشق..فرص وتحديات اقتصادية  في عالم الأطفال ..  عندما  تصبح الألعاب أصدقاء حقيقين   الأسعار الجديدة للكهرباء تشجع على الترشيد وتحسن جودة الخدمة  تعادل سلبي للازيو في السيرا (A) بايرن ميونيخ يشتري ملعباً لفريق السيدات