متابعة – زهور رمضان:
اختتمت مدينة سلمية أمس فعاليات مهرجان الماغوط المسرحي بدورته الخامسة، الذي أُقيم في رحاب الإبداع والمسرح وأجواء الفرح والابتهاج، برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع تجمع سلمية الفني، وبدعم من مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية في إدلب.
وانطلقت فعاليات المهرجان بافتتاح معرض “ورود من بلادي” في مدينة سلمية، ضمن جو مفعم بالجمال والتألق، احتضنته حديقة الماغوط في السلمية، حيث أُقيم معرض فني مميز ضمن فعاليات المهرجان.
اجتمع الفنانون والزوار للاحتفال بالفن الذي يعبر عن الحب والأمل والتغيير، كما تزينت الحديقة بأعمال فنية رائعة تعكس الواقع المعاصر، أعاد الفنانون من خلالها تشكيل واقعهم عبر إبداعاتهم، مُظهرين انبثاق الجمال حتى من الألم، في دعوة للتواصل والاحتفاء بالروح الإنسانية.
آخر ليلة وأول يوم في جسور الفن وأزقته
أبدع المسرح في عرض مسرحي بعنوان “آخر ليلة وآخر يوم” ضمن فعاليات المهرجان.
وقال الفنان غزوان قهوجي: “أبارك لسلمية عودة مهرجانها المسرحي، الذي له تاريخ مهم في فترة ما قبل الحرب، واليوم عاد مؤكِّداً النصر لمهرجان النصر، لما يعنيه من أهمية.”
وأبدى قهوجي إعجابه بمشاركة المسرح القومي بعرض مسرحية آخر ليلة وآخر يوم، من تأليف جوان جان، وإخراج الفنان رائد مشرف، وتمثيل الفنانة عهد ديب، مشيداً بمستوى العرض الاحترافي، وبالحضور اللافت من عشاق المسرح والفن.
وأضاف أن المسرح القومي زيّن المهرجان بعرضٍ احترافيٍّ قادمٍ من دمشق، مبيناً أن عودة المهرجان بمشاركة عدة فرق من المحافظات، التي كان لها تاريخ ومشاركات سابقة، تعكس حيوية الحركة المسرحية في سوريا.
وأكد أن العرض كان قادراً على التأقلم مع مكان وزمن جديدين خارج الإطار التقليدي الذي أُعدّ له مسبقاً.
تفاصيل مسرح
أما المخرج رائد مشرف، الذي أدى دور الزوج في العمل، فأوضح أن المسرحية تتناول قضايا الحياة الزوجية، وتحكي قصة زوجين يختلفان فيما بينهما، ليتغلب الحب في النهاية على كل الخلافات.
ووصف العلاقة الزوجية قائلاً: “الرجل نصف المرأة، والمرأة نصف الرجل، وهما يكملان بعضهما بعضاً.”
وبيّن أن العمل قريب من الواقع ويلامس هموم الناس ومشاكلهم، مشيراً إلى أن الخطاب المسرحي كان يضحك الجمهور في لحظات ويبكيه في لحظات أخرى.
وأضاف أنه يحب الأعمال التي تعالج قضايا المجتمع بصدق، معبّراً عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الماغوط الذي انتصر على الظلم والتهميش.
من جانبها، عبّرت الفنانة عهد ديب، التي أدت دور الزوجة، عن شكرها للقائمين على المهرجان، وفخرها بهذا التنظيم الجميل، مؤكدة أن هذه المهرجانات تؤكد أن الثقافة مستمرة، والحياة مستمرة، لأنها تعبّر عن رسالة حب وتكريم للمبدع محمد الماغوط.