الثورة – فؤاد مسعد:
“بَدأ العدّ التنازلي لخوض أجمل التجارب في أوبرا دمشق، لنغنّي معاً بحضور أشخاص شغوفين، بعد ورشة كانت من أروع التجارب التي خضتها بعد غياب، وجمعتني بسوريين من مختلف الأعمار”.
هكذا عرّف الموسيقي وخبير الصوت ريبال الخضري بحفل ختام ورشة العمل المتخصصة بالصوت والغناء الجماعي “Shamari”، يُقام الحفل بقيادته تحت عنوان “وجوه” مساء اليوم على خشبة المسرح الدراما في دار أوبرا دمشق.
هي أمسية كورالية يعود فيها “الخضري” إلى مسرح الأوبرا بعد غياب عن الوطن، مع مجموعة تمتلك الكثير من الحماس، عن هذه التجربة يقول في تصريح لصحيفة “الثورة”: “كان التفاعل رائعاً وأكبر من أن أصفه، فبعد فتح باب التقديم للورشة تفاجأت أن عدد المتقدمين وصل إلى 214، أخذنا منهم 80 شخصاً، وبدا واضحاً الاهتمام الكبير للطلاب الذين شاركوا حتى أننا لم نضطر لتسجيل الحضور والغياب، وما حدث أن بداية الورشة كانت مع 70 شخصاً وانتهينا بأكثر من 80 شخصاً، وهذا الأمر لم يحدث معي في أي بلد آخر، فعادة تبدأ الورشات بعدد ينسحب منه جزء من الأشخاص، ولكن جرى معنا العكس تماماً”.
بعد هذا التفاعل يشير إلى أهمية الاستمرار، يقول: “نحاول التفتيش عن طريقة للاستمرار، فنتيجة الورشة لا أريدها أن تكون عبارة عن كورال بقدر ما أن تكون أكاديمية غناء تساهم في رفع المستوى الثقافي”.
وعن اختيار اسم “شاماري” يبيّن أنه جمع لكلمتي “شام” و”ماري”، مؤكداً أن الفكرة ليست موسيقية فقط، وإنما هي تجربة اجتماعية أيضاً يطور المغنين من خلالها أصواتهم وقدراتهم ومعارفهم وخبراتهم الحياتية.
وفيما يتعلق ببرنامج الحفل، يقول: نقدم ما له علاقة بالترابط الديني الاسلامي المسيحي، وبالتراث السوري والمصري، فللأطفال هناك ثلاث قطع من التراث السوري “على الماية، عيونها، هالأسمر اللون”، وللكبار هناك أغنية من التراث العالمي “غزالة غزالة”، وأغنية تراثية “طلعت يا محلا نورها”، وبالإسباني بلغة “السفارديم” الذين هم يهود الأندلس نقدم “دورميه دورميه”، كما نقدم بلغة مسيحيي الأندلس “سانتا ماريا”، وهناك اللحن الكندي “تانغو إيفورا” الذي وضعنا عليه كلام لأبي قاسم الشابي، وسيظهر الترابط المسيحي الإسلامي ضمن الحفل من خلال “طلع البدر علينا” و “يا مريم البكر”.