الثورة – عبير علي :
تلتقطت عبر لوحاتها مشاهد من واقعنا، وتترجمها إلى رسائل بصرية تلامس الألم والتحديات التي نواجهها، فاتحة نافذة على عالمها الفني.

الفنانة الشابة ريم العدوي أوضحت في حديثها لصحيفة “الثورة” كيف تعكس أعمالها تفاصيل دقيقة من حياتنا اليومية، مسلطة الضوء على لحظات قد تمر دون أن نلتفت إليها، لكننا نكتشف لاحقاً أنها تحمل في طياتها معانٍ عميقة.
تصوّر لوحتها “الرصيف” طفلاً في سن المراهقة نائماً على الرصيف ومغطياً جسده بغطاء قماشي رقيق، بالكاد يوفر له الحماية من برد الليل.
عنها تقول: “تجسد معاناة الطفل الذي يواجه ظروفاً قاسية، جراء تداعيات الوضع الاقتصادي الذي يدفع البعض إلى التشرّد والعمالة في سن مبكرة، في وقت كان من المفترض أن يعيشوا طفولتهم، وهذه المشاهد التي أصبحت جزءاً من واقعنا، تشكل دعوة للتأمل في من حولنا، والتذكير أن هناك من يحتاج إلى مساعدتنا، ولو بأبسط الأشكال”.
أما لوحتها “شارع رقم 1” فتستعرض صورة لرجل مسن يسير ببطء في شارع ضيق يفصل بين منزله وعمله.
هذه اللحظة العابرة قد لا تترك أثراً في ذهن المشاهد للوهلة الأولى، لكنها مليئة بالمعاني.
تقول العدوي: “كل خطوة يأخذها هذا الرجل في الطريق تعكس عبء الحياة التي يواجهها، والتحديات التي يصطدم بها يومياً. لغة جسده، وطريقة سيره، تنقل لنا ما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه”.
العدوي التي ترى أن لوحاتها تتحدث عن التفاصيل اليومية، تلخص رسالتها الفنية بالقول: “أعمالي الفنية ليست مجرد رسومات، بل مرآة لواقع يعايشه كثيرون يومياً، ضمن واقع مليء بالتحديات والآلام المستمرة”.