الثورة – رانيا حكمت صقر:
وسط ظلال الحرب وجراحها المتواصلة، تخرج الشاعرة أميمة إبراهيم إلى عالم الأدب بشغفها المستمر لتسرد ما تختبئه الحكايات من طيف واسع من المشاعر الإنسانية.
في مجموعتها القصصية الجديدة “ما تخفيه الحكاية”، تصنع إبراهيم جسوراً بين الألم والأمل، وتدعو القارئ للغوص في نصوص تنسج الحب والشوق والحنين للحياة، في عرض سردي تأملي عابر للأجناس الأدبية.
صدرت مجموعة النصوص عن دار توتول، لتقدم تجربة مختلفة تبرز قيمة الكلمة كمنارة وسط ظلمة الأيام.

تقول إبراهيم لصحيفة الثورة: للعنوان أهمية كبرى ودلالة واضحة، يمثل عتبة عبور القارئ إلى عالم العمل الأدبي بكليته.
تستعرض إبراهيم في نص يحمل نفس العنوان، “ما تخفيه الحكاية”، دور الحكاية بوصفها شاهدة على الحرب، ترويها شهرزاد في زمن الرماد، وتضم في طياتها مشاهد الحب والشوق والفقد، وتغوص في تأملات الطبيعة الإنسانية بكل تناقضاتها وأسرارها التي تبقى غالباً عالقة بين طيات اللغة والبلاغة والاستعارات.
المجموعة مؤلفة من 18 نصاً سردياً عابراً للأجناس الأدبية، تحمل عناوين ومواضيع متنوعة مثل: “للمساءات ألوان”، “الرقص حباً”، “صلاة في حضرة الأكاسيا”، “تحولات”، “حلم واحد يكفي”، “تجليات في حضرة الأكاسيا”، و”شهرزاد في زمن الرماد”.
في هذه النصوص القصيرة والمكثفة، تحتفي إبراهيم بالحب والحياة والإنسان في مواجهة وجع الحرب والغياب، كأنها تحاول إشعال شمعة تنير دروب الحُزن والاشتياق.
تُوضح إبراهيم أن جراح الحرب كبيرة وعميقة، وأنها تتطلب منا وقتاً طويلاً للتجاوز، مؤكدة على ضرورة أن تحفر الأمطار الندية مكانها لتحيي ما جف من الأرواح وترويها بالأمل والفرح والجمال.
تسعى إبراهيم في كتابتها إلى “تجميل الألم بالأمل”، محاولة أن تزين ما يخفيه القلم من ألم بحبات من الإصرار على الحياة.
وتلفت إلى أن التحديات في نشر مثل هذه النصوص كانت كبيرة، حيث لم تكن القصص الكلاسيكية ولا القصائد المعهودة، ما يجعل من الصعب الوصول إلى جمهور متعطش ومحب لذلك الأسلوب الإنساني العميق، الأمر الذي جعل هذه المجموعة النتاج ثمرة سنوات متواصلة من الكتابة بين عامي 2004 و2024.
يذكر أنه صدر للكاتبة مجموعات شعرية وأدب الأطفال، لكن “ما تخفيه الحكاية” تمثل احتفالاً شخصياً بالحياة، بأسلوبها الخاص الذي يرسم الفرح والأمل، عبر سرد تحكيه شهرزاد الحكي، التي أعادت الأفكار إلى زمن الرماد الواقع على سوريا.
صدر الكتاب في 104 صفحات متوسطة الحجم عن دار توتول للطباعة والنشر، وحرص الفنان السوري عبد الستار العاني على تصميم الغلاف ليحمل هو الآخر روح المجموعة الفنية والإنسانية.