الثورة – همسة زغيب:
أطلق الدكتور محمد غنّوم رحلة جديدة في عالم الخط العربي، مقدماً لوحتين نابضتين بالحركة والطاقة، مشيراً في حديثه لصحيفة الثورة إلى أنه أراد تحويل الحرف العربي من زخرفة تقليدية إلى لغة تشكيلية حية، تنبض بالروح وتكشف عن طاقاته التعبيرية.

يقول:”صممت الحرف في لوحاتي لينطق بالحياة، وكل لوحة تمثل فضاءً بصرياً وروحياً، يدعو العين للغوص في أعماق المعنى والإحساس الفني”.تعتمد اللوحة الأولى على هندسة دقيقة، تتناغم فيها المساحات الفارغة مع الحروف لتخلق إحساساً بالعمق والتناغم، ومُستلهمة من جماليات الخط العربي. يوضح غنّوم: “استخدمت الألوان الزيتية والمائية لتحقيق توازن بين الصلابة والانسيابية، مع منح الخطوط المنتظمة عمقاً وحركة خفية، بحيث يظهر الحرف ككيان حي يحمل طاقته الخاصة”.
ويبدو أن كل مربع وكل زاوية أمام اللوحة، تروي قصة، وكل حرف يهمس بحكاية فريدة، فينشأ حوار صامت بين الواقع والرمز، وبين الفكرة والشعور، وكأن اللوحة تحتضن بصرك وتدعوك للمشاركة في تنفسها الفني.
وينتقل في لوحته الثانية نحو فضاء أكثر حرية وانسياباً، حيث تتوزع الحروف على إيقاع بصري أشبه بالموسيقى. ويضيف غنّوم: “اعتمدت فيها الألوان الزيتية والأكريليك لإيجاد دينامية لونية متدرجة، مع لمسات ذهبية ترمز للطاقة الداخلية، لتمنح الحروف شعوراً بالحركة المستمرة، كما تتجلى خصوصيتي في منح الحرف مساحة كاملة للتعبير عن ذاته”. وهنا تشعر كأن اللوحة تتنفس، والخطوط على السطح تروي قصة الفن وروح الحرف العربي، فتدعو العين والقلب للتفاعل مع كل نفحة من الإبداع، لتصبح تجربة حسية متكاملة، تلمس النبض الداخلي للفنان نفسه.
قدّم الدكتور محمد غنّوم لوحتيه ضمن المعرض الجماعي “تجليات الحرف” الذي يُقام في غاليري “آرت هاوس” بدمشق، والممتد من 18 إلى 30 من الشهر الحالي، بمشاركة فنانين قدموا أعمالاً تحمل مقاربات متنوعة للحرف العربي بوصفه عنصراً بصرياً قادراً على بناء لغة تشكيلية متجددة.
وبهذه المشاركة، يواصل غنّوم مشروعه في إعادة الاعتبار للحرف العربي، ليس كعنصر زخرفي، بل كطاقة تشكيلية تفتح آفاقاً جديدة للبحث الفني.
