ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : يبدو أن الخط الفاصل بين التحذيرات الغربية وبعض العربية والإقليمية وبين استغاثات الإرهابيين قد تلاشى.. واختلطت الأصوات،وباتت تلك التحذيرات مجرد صدى لهذه الاستغاثات،وأضحت هي ذاتها بالكلمة والحرف والمنطوق بعد الضربات التي تلقوها من الجيش العربي السوري.
وفيما الأصوات المبحوحة، من ساسة وإعلام وقوى وأطراف، تعكس تلك الخشية الواضحة على مصير أولئك الإرهابيين، فإنهاتبني استنتاجاتها على معلومات تمت فبركتها وافتراضات تقصدت التضليل والافتراء، مع تجييش في منظومة الإعلام والسياسة والدبلوماسية وصولاً إلى إمبراطوريات البحث الاستخباراتي وأضلعها المتوزعة في المنظمات والتنظيمات والمؤسسات الوسيطة!!
لذلك يبدو الرهان على حلب الممزوج بهذا التباكي الأردوغاني، المشهد الأخير في فصول مسرحية تتكشف فيها الأدوار والشخوص، فيما تبدو خشبة المسرح فاضحة إلى حدّ التعري.
فأردوغان لم يتعلم من دروس الماضي، ولا من سقطاته السياسية والدبلوماسية.. ولم ينفعه فجوره وفجاجة اللغة والمفردات التي درج على استخدامها، فيما مشغلوه تستدرجهم الوعود والالتزامات التي يقدمها مرتزقة الحروب والقتل، وفي كل محطة أو حدث نرى هذا الخطاب وقد تواترت مفرداته، وجرى تعميمها على الناطقين واشباههم وتابعيهم ولم يتردد بان كي مون في أن يدس أنفه هو الآخر مكرراً عثراته الدبلوماسية وبالخشية ذاتها..
تكرار الحالة وبالنمط ذاته رغم ما يضاف إليها من تسخين سياسي وإعلامي ودبلوماسي وتصعيد إرهابي، يدفع بالتساؤل فعلاً.. إلى متى سيبقى هذا الخداع مستمراً.. لماذا تحولت أدوات الغرب ومرتزقته إلى مصدر إيحاء للأفكار الغربية.. والسؤال الآخر.. لماذا تصر أميركا ومعها الغرب عموماً على الأخذ بهذه الأكاذيب وتصديق تلك التمنيات لهذه الأدوات؟!
لا أحد يشك أن الغرب عموماً وأميركا بالتحديد رغم يقينها بعدم صدقية تلك الأدوات، ولا بفاعلية مرتزقتها لكنها ترسل إشارات التصديق تلك لأن استمرار سفك الدم هو الغاية، لذلك نرى تواتراً مريباً في تقاريرها الإعلامية وتسريباتها الاستخباراتية التي تضخم قوة الإرهابيين من جهة، فيما تمارس أقصى درجات الإرهاب السياسي والإعلامي والدبلوماسي لمنع التشكيك بأزلامهم أو الاعتراف علناً بفشلهم في الايفاء بوعودهم والتزاماتهم رغم ضجرهم وتذمرهم من المرتزقة الصغار الذين اضطروا للتعامل معهم من جهة ثانية.
وفي المقلب الآخر نجد أردوغان الذي جر تركيا والمنطقة إلى هذا المستنقع حين تبنى الارهابيين وحماهم يقامر بآخر ما لديه، بما فيها من صفاقة سياسية.
أما مشيخات الخليج التي مولت بسخاء وشجعت وطالبت بدعم الإرهابيين، وصادرت الجامعة وجيّرتها لتكون أداة استهداف سياسي، بدأت تتحسس مواضع الوجع فيها، وهي تدرك أن النار التي أشعلتها في غير موضع بدأت تصل إلى عمقها الحيوي بعد أن لامست أطرافها طويلاً، وتدرك أيضاً أنها حين تشتعل في الداخل.. لن تبقي وأول ما ستطوله هي عروشها بالذات!!
وهذا ما يفسر ربما ذاك التجييش الذي انخرطت فيه قوى وأطراف وحتى منظمات وجميعها تتقاطع في خوفها وخشيتها على نقطة واضحة، وهي محاولة إنقاذ الإرهابيين الذين باتوا الورقة الأخيرة التي إذا ما اجتثت من الجسد السوري، فإن مشروعهم لن يفشل فحسب، بل سيرتد وبالاً، والنار التي أججت اشتعالها هنا سيكون لها مواقد متنقلة قد يتجاوز شررها المنطقة وتصل إلى حيث كانت الأصابع المتورطة تعمل على إشعالها، وقد بدأت بعض تلك الأصابع تلسع من النار ذاتها، ولن يطول الأمر حتى تصل إلى البقية وفي النهاية إلى أذرع الإرهاب ومصنعيه ورعاته وداعميه وبالتأكيد مصدريه!!
a.ka667@yahoo.com