ثورة أون لاين:
أيها السوري أنت تأكل من زرعك، وتشرب من ماء ينابيعك الصافية، لاماء أجاجاً يحلّى ويأتيك بلا لون وطعم.. تلبس من نسيج بلادك.. تتفيأ ظلال أشجارك….
أيها السوري أنت من أهدى البشرية أول أبجدية في العالم، وأول الألوان، وأول ألواح التوثيق وعلى أرضك كانت الحضارة الأولى…
عاصمتك أيها السوري أقدم عواصم الأرض، وشامة الدنيا… وفيها ومنها انطلق نور الإيمان مشعّاً إنسانية وهدىً…
أيها السوري.. أنت الأمن والأمان.. أنت من قاسم الآخرين رغيف الخبز، وشربة الماء، وآواهم حين لم يجدوا ملاذاً..؟!
ألا يعنيك ذلك كله…؟! ألا يعنيك أن ترى ذئاب الغرب تصول وتجول، تريد الفتك بكل ماتبقى من هذا الوطن..فمتى كان الغربي حريصاً على كرامتك وأرضك وحضارتك ومستقبلك..؟!
أيها السوري.. من الذي أتى بشذّاذ الآفاق من كل مكان ليحاربوا أهلك وأخوتك ويدمروا مدارسك وجامعاتك، وكل مقدرات الوطن..؟!
هل نحن قضية الأفغاني والصومالي…و…و هل الحرية بذبح أبناء الوطن بأبشع الطرق..؟!
هل تساءلت: لماذا لايتحمس الغرب لنضال الشعب العربي الفلسطيني من أجل نيل حقوقه..؟! ولماذا يقفون ضد هذا الحق في كل المحافل؟!
لابل هل سمعت مرشحي الرئاسة الأميركية وهما يغدقان الوعود على إسرائيل؟! ويكيلان الوعيد والتهديد لسورية؟!.
هل سألت نفسك: لماذا سورية ودورها؟!
ناهيك عن ذلك كله: هل لك أن تعرف أنك أيها العابث بأمن وطنك تدفع دمك هدراً وثمة من يتفيأ ظلال أرقى الفنادق، يدخن أفخر أنواع السيجار ويطير من دولة لأخرى على دمك، لايهمه بقيت على قيد الحياة، أم.. يعنيه أن تبقى النار مشتعلة في وطننا ليبقى نبع الدولارات يصب في جيبه..
دمك أيها السوري غالٍ.. غالٍ فلم ترخصه. لماذا ترضى أن يُباع في سوق المزايدات الرخيصة..وطنك الآمن والقوي والممانع مستهدف فلا تكن اليد التي تضرم الحرائق.
أيها السوري: الحرية التي يتشدق بها الغرب حاصرت أبناء وطنك في لقمة عيشه وحياته، سدّت عليه السبل كافة لكنه باقٍ بصلابته، بشموخه.. لم يبقَ إلا أن يعلنوا أنهم سوف يحجبون عنه نور الشمس والهواء.. أو لست أيها العابث بأمن الوطن محاصراً ألف مرة.. أما آن أن تسأل نفسك لماذا أنت في طريق الهاوية..وماذا حققت؟!.
ديب علي حسن