ثورة أون لاين :
كلما اشتد الخناق على التنظيمات الإرهابية أوعز الرأس المنتج للإرهاب لأذرعه أو أرجله بالتدخل لدعم تلك التنظيمات الإرهابية، حصل ذلك في السابق، ويحصل اليوم ولن يتوقف غداً…
فبعد أن أفشل الجيش العربي السوري كل محاولات التنظيمات الإرهابية في الجنوب السوري قام العدو الصهيوني بالاعتداء الجوي على بعض المواقع في القنيطرة متذرعاً مثل كل عدوان سبقه بسقوط قذائف على الجولان المحتل أو الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة أيضاً الدخول المباشر للعدو الصهيوني على خط المعركة مع الإرهاب يعتبر تطوراً فاضحاً في دعم الإرهاب ومساندته، فبعد أن حوصرت العصابات المسلحة في ما تبقى من مساحة في الزبداني وبعد اشتداد المعارك في الغاب واسترجاع عدة قرى في ساعات معدودة وهرولة المرتزقة الإرهابيين فراراً أوعزت واشنطن لأحد أذرعها بالتدخل للتشويش قدر ما تستطيع على سير المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية.
وليس بعيداً عن هذا المشهد ما تكبدته العصابات الإرهابية من خسائر ألحقها بها الجيش العربي السوري وقواته المسلحة في ريف دمشق وفي أكثر من مكان وأكثر من معركة في محيط العاصمة دمشق.
الحديث عن أذرع الإرهاب وأرجله حديث متشعب ويطول.
واشنطن رأس الإرهاب مهما حاولت أن تخفي ذلك أو تجمّله، فالإرهاب صنيعتها وإنتاجها وهي تحاول أن تستثمره حتى النهاية للحصول على حصاد يناسبها هي وربيبتها «إسرائيل»، بغضّ النظر عمّا يمكن أن يُلحق هذا الإرهاب من أذى في البشرية، وليس فقط منطقتنا العربية وفي سورية والعراق على وجه الخصوص وإنما في العالم أجمع.
وهي التي توجه أذرعها الرئيسية سواء أكان على شكل حلفاء معتمدين في أوروبا أم من خلال ربيبتها لدعم الإرهاب كلٌ حسب ما هو مخطط له من وظيفة مرحلية تتغيّر مع تغيّر الظروف.
فغض نظر أوروبا عن الإرهابيين القادمين من بلدانها إلى سورية عبر دول أخرى «هي أرجل الإرهاب» مثل تركيا والأردن تشكل وظيفة تضاف إلى وظائف التسليح والدعم السياسي للإرهاب.
ووظيفة الكيان الصهيوني في التحالف مع «تلك الأرجل» مثل تركيا والمملكة الوهابية ودويلة قطر وتقديم الدعم الطبي والتقني والعسكري للعصابات الإرهابية كـ«النصرة» وسواها والذي تطور إلى التدخل المباشر في دعم الإرهاب كلما اشتد الخناق على فصيل منها في مكان ما.
لقد اعتدت «اسرائيل» على الأراضي السورية بذرائع مختلفة لا يعرف سواها كيف تحاك، وهي الوظيفة الأبرز للكيان الصهيوني والمتحالفين معه في هذه المرحلة الزمنية من العدوان والإرهاب الوهابي الصهيوني العثماني على المنطقة، واستمرار الدعم من «أرجل الإرهاب» يجعل من الإرهاب قوامه الأساسي في التعاطي السياسي ومحور لقاءاته ومخططاته، حيث بات الإرهاب على مائدة السياسة الوهابية لا يفارقها، وهو ما جعل وظيفة هذه الدول واحدة، وهي دعم الإرهاب وتدريب مرتزقته وتسليحهم وإلقاؤهم في أتون المعركة وقوداً تحرقهم نيران الجيش العربي السوري وقواته المسلحة مهما كبرت التحديات ومهما زاد الدعم لتلك التنظيمات.
وفي النهاية فإن الكلمة لصاحب الأرض وصاحب الحق مهما استطالت أذرع الإرهاب أو أرجله حيث لا فرق، ومهما تطاولت رقبة رأس الإرهاب، فلا بد أن تنحني أمام انتصارات المدافعين عن شرف أمتهم وأرضهم وعرضهم.
أحمد عرابي بعاج