ثورة أون لاين:
تتابع الهيئة العامة السورية للكتاب إصدار سلسلتها اللغوية تمكين اللغة العربية التي أطلقتها سنة 2010 بهدف تبيان واقع هذه اللغة والارتقاء بها والكشف عن التحديات التي تواجهها منذ أول كتاب ظهر في هذه السلسلة والذي حمل عنوان “اللغة العربية واقعا وارتقاء” للدكتور محمود السيد.
وخلال العام أصدرت الهيئة ضمن هذه السلسلة كتاب زيادة الأسماء وزيادة بعض الأفعال من مظاهر التوكيد في لسان العرب لمؤلفه الدكتور عبد الرزاق الشوا رأى فيه أن اللغة العربية من أغزر اللغات مادة وأطوعها في تأليف الجمل وصياغة العبارات المنوعة تتوارد على المعنى الواحد فتجلوه في معارض شتى من الايضاح والتصريح أو التكنية والتلميح أو الحقيقة والمجاز في ضروبه المختلفة.
ويبرز الكتاب علماء المعاني الذين بحثوا في الاطناب والايجاز والمساواة فالإيجاز وراءه حذف واختصار لأن العربية لغة قوم يغلب عليهم الذكاء ويكفيهم في الفهم الاشارة والرمز وطالما حمدوا الايجاز وتواصوا به وأكثروا منه ورسخوه والاطناب وراءه تمكين المعنى وترسيخ له.
وضمن ذات السلسلة أصدرت الهيئة كتابا بعنوان “عبير العصر الجامع بين الشذور والقطر” للباحثة لمة الفقيه وهو كتاب شامل في النحو مستخلص من كتابي شذور الذهب وقطر الندى لابن هشام الأنصاري جمعت فيه الكاتبة الأبحاث المتماثلة في الكتابين واقتصرت على ذكر كل بحث مرة واحدة وجعلت للكتاب أبوابا عامة للمباحث المستقلة ثم وضعت فصولا موضحة للأبحاث المشتركة بحيث يستقرئ الباحث فكرة الفصل كاملة قبل الدخول في تفاصيله.
كما صنفت الفقيه الأبحاث بعناوين رئيسية ثم فرعية بحيث يسهل على طالب النحو اتقانها والالمام بها بسهولة ليتخلص من المتاهات التي قد يقع فيها لدى بحثه في الكتابين الأصليين بسبب طريقتهما السردية وشرحت المواضع التي تركها ابن هشام والمحققون من المتنين إضافة إلى الاستشهاد بأمثلة مناسبة في المواقع التي لم يذكر فيها ابن هشام أمثلة.
وتحدثت الكاتبة عن بعض القواعد كأحكام تقدم المفعول به وتأخره عن الفاعل فضلا عن أحكام المفعول به وهي ما انفرد به كتاب القطر مضيفة بعض الفوائد من تعليقات المحققين وتصحيحاتهم على المؤلف كما في حذف الفاعل وتركت الفقيه في بعض المواضع ما يناسب الموقع الاعرابي مراعاة للفظ على الحكاية تسهيلا على المبتدئين.
وأفردت الباحثة فصلا خاصا للمصطلحات النحوية الواردة مع التعريف الموجز وتقصت معظم المصطلحات المنثورة في كتب النحو وجعلت ذلك في الباب الأول حيث أفردت في نهاية الكتاب فهارس لسرد المصطلحات وسرد الشواهد الشعرية.
ومما أصدرته الهيئة أيضا الدرس النحوي في الأندلس من القرن السادس حتى نهاية القرن الثامن الهجريين للدكتور أيمن هشام ياسين بين فيه أن النحو العربي وصل إلى بلاد الأندلس فتلقفه علماؤها بعقولهم النيرة وقلوبهم الرحبة وشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد ليفهموا هذا العلم ويغوصوا في بحوره ويستخرجوا كنوزه ليضعوه بين أيدي الدارسين والمتعلمين سهلا لا تعقيد فيه ولا تكلفا.
ويوضح الكتاب أن الدرس النحوي نشأ في هذه البلاد على أيدي كبار علمائه ومفكريه ووصل إلى مرحلة ناضجة ومتطورة مع مطلع القرن السادس الهجري وبالرغم من ذلك كله فلم يلق هذا النشاط النحوي في الأندلس ما يضارعه من الاهتمام والبحث والدراسة كما لاقته علوم أخرى كما تناول البحث معالم الدرس النحوي في الأندلس ضمن رقعة زمنية تمتد ثلاثة قرون من السادس حتى الثامن الهجري.
وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لـ سانا إن “اهتمام الوزارة بمؤلفات ومراجع وكتب النحو والعمل على إعادة صياغتها بما يحافظ على المضمون ومنهجه ومعانيه هو أمر ضروري نظرا لأن لغتنا جزء كبير من مكونات شخصيتنا الثقافية والحضارية والتاريخية والحفاظ عليها يعني البقاء على الشخصية الثقافية العربية فضلا عما تمتلكه لغة الضاد من عراقة وحضور”.
بينما قال الدكتور جهاد بكفلوني مدير هيئة الكتاب في تصريح مماثل “إن الاهتمام بكتب اللغة العربية ومؤلفاتها في وزارة الثقافة يأتي ضمن خطة تمكين اللغة العربية التي تهتم بها الدولة على أعلى المستويات حيث تشكل الكتب الصادرة عن الهيئة ضمن سلسلة تمكين اللغة العربية إحدى أدوات تعزيز اللغة”.
وأضاف بكفلوني “باعتبار أن النحو علم يتسم بشيء من الجمود وقد يجد حتى بعض المثقفين صعوبة في استيعابه جاءت هذه الكتب بعيدة عن التعقيد وسلسة وواضحة لا تخاطب فئات المختصين فحسب بل يمكن فهمها حتى من أولئك الذين لم يضربوا سهما واحدا في علم العربية”.
المصدر- سانا