ثورة أون لاين: إذا كان من نكد الدنيا على الحُرّ أن يرى عدواً له ما من صداقته بدٌّ كما يقول المتنبي ، فما بالك حين لا يكون الحر حراً ؛ بل وضيعاً منحطاً وعبداً في سوق نخاسة..!؟
فإذا كان الغرب الأميركي الأوروبي هو الحر الذي نكدت دنيا النفط والطاقة في وجهه فرأى في مملكة الجهل والتخلف السعودية وأنجالها الخليجيات عدواً ما من صداقته بدٌّ ، فكيف يكون وقع النكد بالنسبة إلى دول ومجتمعات تقبع في ظلمة الحاجة والفقر والتخلف في آسيا وإفريقية ذهبت إلى بيع صداقاتها لتلك المملكة.. حتى قبل أن تتبين خيرها من شرها؟
غداً يلقي الرئيس أوباما خطابه أمام الكونغرس عن حالة الاتحاد ، ولن أشك لحظة في أنه سيكرر تسمية هذه المملكة وشقيقاتها بالحلفاء الأصدقاء لأميركا في الشرق الأوسط ، ولن يتطرق إلى جرائمها وحماقاتها.. اللهم إلا بمفردات غاية في الدبلوماسية ومن باب الود والنصح المصطنع ، وسيكرر اتهام داعش بالوحشية والهمجية رغم أن إعلام الغرب ومثقفيه والرأي العام فيه باتوا تقريباً لا يميزون بين مذابح داعش ومذابح آل سعود كما يقول روبرت فيسك في الاندبندنت البريطانية !
غير أن ذبحاً عن ذبح يختلف كما تعلمون باختلاف انتماءات المذبوحين ، ولا أظن أن أوباما سيخبر الأميركيين بأن ما يذبحه داعش حلال ولا أن ما يذبحه آل سعود في سورية والعراق واليمن حرام، بل سيقفز عن هذه «الترهات» أو الهراءات إلى ما هو أهم وغير معلن.. بأن كل ذبح في الشرق الأوسط لا يريق نقطة دم أميركية أو يهدر دولاراً أميركياً.. هو ذبح حلال!!
خالد الأشهب