بيتنا الزجاجي !!

ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
على علاته السياسية .. وربما الأخلاقية أيضاً في ما يتصل بمواقفه وتصوراته من المنطقة العربية وتنبؤاته تجاهها, إلا أنني لم أجد سوى طريقة تفكير الأميركي برنارد لويس أداة ..

هي الأكثر منطقاً وقدرة على الإقناع في تفسير الكثير من الوقائع الراهنة اليوم في الشرق الأوسط عامة من جهة , وفي ما يتصل بالعلاقات العربية العربية خاصة من جهة ثانية, وهو الذي يوصف كالكثيرين غيره وبأقلام عربية كثيرة بأنه الأب الروحي للمحافظين الأميركيين !‏

يرى لويس أن عجز شعوب الشرق الأوسط العربية والإسلامية عن إنجاز مشروعها الحضاري الخاص بها الذي يحمل هويتها ويدلل على خصوصيتها الثقافية , وعجزها في المقابل عن الأخذ بالمشروع الحضاري الغربي كاملاً ومن دون اقتباس أو تعديل يشوهه , دفعا بهذه الشعوب إلى دائرة الحيرة والانكماش , وولدا عندها الرغبة لمحاولة تحطيم المعيار وإزالة المسطرة … أي المشروع الحضاري الغربي , الذي يكشف عن عجزها ومراوحتها العبثية في المكان , والذي بات عبئاً عليها بدل أن يكون حلاً لها , وبهذا يرى لويس أن الصراع بين الغرب والإسلام قادم لا محالة !!‏

أظن , ودون أن ألتمس العذر سواء لبرنارد لويس في رؤيته أو للنخب الثقافية العربية والإسلامية في ردودها الحانقة والمنفعلة على لويس , أن ثمة برنارد لويس عربي مسلم آخر يقدم لنا ما يمكن أن يكون تفسيراً مطابقاً لهذه الحالة بالذات , وهي حالة لا تقوم بين الغرب والإسلام كما يسوقها لويس .. بل بين عرب وعرب آخرين , إنه أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد « الواقدي « وهو من أقدم المؤرخين في الإسلام ومن أشهرهم ، إذ يتحدث في « فتوحات الشام « عن عجز شبيه ومضاعف للعجز الذي يسوقه برنارد لويس , حمل الغزاة القادمين من الجزيرة العربية على الوقوف طويلاً عند عتبات الشام , وساقهم إلى احتمال ظروف الجوع والحصار الطويل وشح الإمداد طلباً لفتح دمشق .. التي أذهلتهم وخلبت ألبابهم بثرائها وخيرها وترفها إلى حد أنهم فضلوا الموت عند عتباتها على العودة إلى هجير الصحراء وجفافها ؟‏

إن أي قارىء لما خطه الواقدي في « فتوحات الشام « سيجد برنارد لويس آخر أمامه مع شي من التبرج والتلوين لمشهد لا يختلف في أساسياته بين الواقدي ولويس عند عتبات الشام ذاتها , وهو ما يمكن أن يفسر اليوم ذلك الحقد الأعمى المعجون بالعجز الحضاري المضاعف ذاته , والذي لا يتردد سكان الجزيرة العربية عامة وآل سعود خاصة عن إظهاره تجاه سورية الشام . ولعلها دعوة إلى كل متذوق للتاريخ أن يشهد بالحرف أن العجز الحضاري المضاعف الذي يتحدث عنه لويس القرن العشرين هو ذاته العجز الحضاري المضاعف الذي يتحدث عنه الواقدي في القرن السابع للميلاد , ذات العجز وذات العاجزين وذات الرغبة بالانتقام .. ليس من غرب بل من عرب آخرين؟‏

إن أضعف الإيمان أن نتوقف عن رمي بيوت الآخرين بالحجارة إذا كان بيتنا التاريخي زجاجي رقيق وغير شفاف إلى هذا الحد , خاصة أننا لا نزال نشهد وبالفم الملآن للواقدي قدرته على توثيق التاريخ وتدوينه كما حدث بالفع!‏

آخر الأخبار
وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين