ثورة أون لاين : يبدو أن ما يزال السوق الشعبي ضمن خطط مجلس مدينة طرطوس بينما الصحافة تكتب عنه منذ سنوات في وعد من أجل لمّ شمل كافة الأسواق الشعبية في المدينة ، بهدف إزالة التشوه الموجود في وسط المدينة ،وكون أن هذه الأسواق تحتل أفضل المواقع الاقتصادية والاجتماعية في المدينة ، ولكن يبدو أنها ما تزال في الخطط وعالوعد يا كمون .
من ناحية أخرى يحمل المجلس بجعبته حديقة بيئية ستكون قيمة مضافة يتمنى الجميع أن ترى النور بانتظار قرار وزارة الدولة لشؤون المشاريع الحيوية حيث ستتضمن أعداداً كبيرة من نباتاتها وطيورها وحيواناتها..
ومن المأمول أن يكون الفرج قريباً لعدد من المشاريع الاستثمارية في المدينة كحال سوق الباعة في اليرموك ، والسوق التجاري ، ولكن المشاريع الرئيسية والضخمة كأساس وكونكورد ومخيمي عمريت والكرنك ما تزال في يد المستثمرين دون استثمار وكل واحدة منها تعد حجر رئيسي في بناء السياحة في المدينة وتعتبر أراضيها والتي تقدر كل واحدة منها بمئات الملايين خسارة كبرى وهي إلى اليوم ضمن أسوارها لا أكثر ولا أقل..
بالمقابل محطة ضخ مشوار هذا المشروع الهام من قبل وزارة الإسكان والتعمير ، يقف اليوم بانتظار تأهيل الأعمال المدنية للموقع وهو غير القابل للتأهيل ، والذي سلمته الوزارة إلى مجلس مدينة طرطوس ولكن يبدو أنها لم تحفظ الأمانة وكان نصيبه الإهمال وبناء مركز الكورنيش فيه ، فأكلته رطوبة البحر دون اهتمام للمال العام أو غيره ..
واليوم هي المفاجأة التي منيت بها وزارة الإسكان والتعمير حيث الموقع غير قابل للتأهيل بينما التجهيزات الميكانيكية والكهربائية في مرفأ طرطوس بانتظار إنهاء العمل في الموقع والله أعلم متى!!
فما رد مجلس مدينة طرطوس على هذه المشاكل والمشاريع وغيرها؟؟
الاستثمار دائماً..
غالباً ما ينفذ مجلس مدينة طرطوس المشاريع الخدمية سيما منها ذات الرفاهية ، ولكن ما يلبث أن يطرحها للاستثمار في العام الذي يليه ، هذه الآلية التي اتبعها على الكورنيش البحري وفي حديقة الباسل التي تعتبر الحديقة المركزية لمدينة طرطوس، يعود اليوم ليستخدمها مع الملاعب الرياضية متعددة الاستعمالات والتي أقامها السنة الفائتة ، اثنان منها على الكورنيش البحري وثالثة في حديقة الطلائع ، حيث يتداول الناس إمكانية طرحها للاستثمار مع صيانتها وإكساء سقفها .
م.مظهر حسن لم ينكر الأمر ، واضعاً الحجة بسوء الاستخدام من قبل المواطنين حيث أصبحت الملاعب بعد سنة فقط من استخدامها خراباً ومعظم الألعاب فقدت الصلاحية .
مشيراً إلى أنه تم إعداد دفاتر الشروط الفنية لوضع هذه الملاعب بالاستثمار وتم تحديد التسعيرة من قبل المكتب التنفيذي لمدينة طرطوس بشكل رمزي ، مبيناً أن الغرض من الاستثمار هو فقط تأمين صيانتها وعدم تركها للعبث من قبل الآخرين ، علماً أنها نفذت بغرض خدمي وليس استثماري –على حد قول م.حسن- لتكون بمواقع تخدم عموم المواطنين وتساعد على نشر التوعية والثقافة بين المواطنين.
واعداً ألا تتجاوز الساعة /500/ليرة سورية ، أي بتقسيمها على اللاعبين سيكون المبلغ رمزياً وفق ما أكد..
واستكمالاً للمشاريع الاستثمارية لمجلس المدينة والتي بمعظمها باءت بالفشل ولم تستثمر ، وبقيت عرضة للزمن وتفتيته ، كحال سوق الباعة وهو عبارة عن/ 50 / محلا تجارياً ضمن سوق دائري وسط حي المحطة ، انتهى العمل به في العام 2000،وأعلن للاستثمار 4 مرات خلال عامين. ولكن فشل الإعلان ،وفي المرة الأخيرة أعلن بالتراضي فتمَّ استثمار عدد من المحلات ، اليوم يعاد تأهيله اليوم وتكسير وترميم معظمه ، هنا لفت مدير الشؤون الفنية في مجلس مدينة طرطوس أن سوق الباعة بعد تعديل دفاتر الشروط الفنية للاستثمار من حيث المدة الزمنية ونوعية الاستخدام التي تحدد نوعية المستثمر ، تقدم الكثير من المواطنين للاستثمار وتقوم المدينة حالياً بإبرام العقود علماً أن طلبات الاستثمار زادت عن عدد المحلات ، والأعمال التي تجري في السوق اليوم هي من قبل المستثمرين الذين تعاقدوا مع مجلس المدينة.
والحال ينطبق على السوق التجاري بإسكندرون وهو السوق الذي ما يزال منذ سنين دون استثمار يأكله الزمن ويفوت على المدينة المبالغ التي وضعت من أجله ، علماً أنه استمرَّ البناء فيه منذ عام 1997،ولم ينته العمل حتى 2006 لأسباب تمويلية. المبنى مؤلف من 3 طوابق بمساحة طابقية تبلغ 5 آلافم2 ،وهو عبارة عن محلات تجارية ومكاتب وسينما ،كما يضم ّفندقاً ومطعماً. تمَّ الإعلان عن استثمار المحلات والمكاتب مرتين،ولم يتقدَّم أحد،ثم أعلنوا بالتراضي دون جدوى،فعرض المشروع في 2008 على ملتقى الاستثمار السياحي ،ولم يحظ بمستثمر..
اليوم وفق ما أكد م.مظهر حسن بعد أن تم تعديل الصفة التنظيمية لموقع السوق من سوق تجاري إلى بناء تجاري سياحي ومهني وسكني ومكاتب تقدمت عروض للمدينة لاستثماره وهي تدرس حالياً من لجنة المناقصات ..
بدخولنا باب الاستثمار في مجلس مدينة طرطوس ونجاح هذه السنة في طرح سوقين متوقفين منذ سنوات للاستثمار ، من المهم معرفة كيفية زيادة الإيرادات لهذا العام وإن تواجدت خطط جديدة مع المجلس الجديد؟ فجاء جواب م.مظهر حسن أن كافة المواقع التنظيمية المعدة للاستثمار في مدينة طرطوس طرحت للإعلان ، وكذلك مطعم وفندق المنطقة الصناعية ومواقع خدمية متفرقة في المدينة ، إلى جانب تنفيذ أسواق بالة متفرقة بالمدينة /أكشاك/ ( هنانو ، التموين ، سوق شعبي) ومواقع خدمية في المدينة.
أما المشاريع المدورة فأشار حسن إلى أنها انترادوس ، وكونكورد ، وأساس ، مخيم الكرنك ، مخيم عمريت، شواطئ مفتوحة ، مطعم بحديقة الباسل ، ومطعم برج الطاحونة ، ومحلات خدمية وتجارية في حديقة المدينة ، إضافة إلى أكشاك ومحلات تجارية على الكورنيش البحري..
وهنا لابد من ذكر أن كافة هذه المشاريع تدور منذ سنوات ، والأراضي أصبحت بيد المستثمرين دون استثمار ، كحال اساس وكونكورد ومخيم عمريت ، بينما الأكشاك والمحلات التجارية التي على الكورنيش البحري خالفت المواصفات التي كان من المفترض أن تتوفر واستخدمت البيتون ، علماً أن مجلس المدينة كان قد صرح سابقاً ان المواد التي ستستخدم لن تحجب البحر عن المارة ، وأنها زجاجية وخشبية فقط ، بينما البيتون اليوم يملأ الكورنيش ، وهنا برر حسن الأمر أن المستثمرين استخدموا بيتون على ثلث المكان فقط لدورات المياه والمشالح .
وكذلك حال السوق الشعبي الذي يدونه المجلس منذ /3/سنوات على أنه أهم مشاريعه ويعد به الناس باعتباره سيجمع كافة الأسواق الشعبية المتفرقة في المدينة والتي تشوه المظهر العام وتشغل أهم المراكز التجارية ، ولكن يبدو أنه أيضاً ضمن الخطط المكتوبة وربما لأجل غير مسمى..
وفي ضوء القديم والجديد من مشاريع المدينة ، حديقة بيئية يعمل عليها المجلس اليوم بالتنسيق مع مديرية بيئة طرطوس ، حيث تم إعداد إضبارة تنفيذية لحديقة بيئية في مدينة طرطوس بضاحية الباسل على شارع عمر المختار بمساحة /6/هكتار ، وأنجزت الإضبارة كاملة بقيمة /45/مليون ليرة ، ويجري حالياً إعداد المراسلات اللازمة مع المحافظة ، ووزارة الدولة لشؤون المشاريع الحيوية لأجل تأمين التمويل اللازم للتنفيذ مع الإشارة إلى أن هذه الحديقة ستكون عنوان لمحافظة طرطوس حيث ستتضمن نباتات وطيور وحيوانات من المحافظة.
محطة ضخ مشوار ..
من المعلوم أن الأمانة صعبة ولكن ليس لدى مجلس مدينة طرطوس ، حيث اليوم تنتظر التجهيزات الميكانيكية والكهربائية في الموقع بعد أن تم إرسالها من الجهة المتعاقدة وهي شركة كورية إلى محطة ضخ مشوار ، ولكن تبين أنهم غير قادرين على نقلها إلى الموقع على اعتبار أن الأعمال المدينة بحاجة لإعادة تأهيل وهو الموقع الذي سلمته وزارة الإسكان والتعمير للمدينة منذ /15/عاماً..
ومن هنا وفق ما أكد م.مظهر حسن تم تشكيل لجنة من قبل وزيرة الإسكان والتعمير وفق القرار رقم 3713 تاريخ 13/10/2011 ، مهمتها حصر بنود وكميات الأعمال اللازمة لإعادة تأهيل موقع محطتي ضخ مشوار والعجمي بطرطوس والاتفاق على الأسعار للتعاقد بالتراضي مع الشركة العامة للمشاريع المائية /فرع السدود/.
حيث قامت اللجنة برفع محضرها وتصديقه من قبل الوزيرة ، وبلغت قيمة الكشف التقديري للأعمال اللازمة لإعادة تأهيل موقع محطة ضخ مشوار /6/مليون و/166/ألف ليرة ، وتمت الموافقة للتعاقد بالتراضي مع فرع السدود لتنفيذ الأعمال بأسرع وقت ممكن لتتمكن شركة لوسنت الكورية من تركيب التجهيزات المتعاقد عليها مع الشركة .
ولكن وفق كتاب موجه إلى وزارة الإسكان والتعمير رقم 581/ص تاريخ 20/2/2012 تبين أنه بعد مباشرة الشركة العامة للمشاريع المائية بأعمال الترميم وإعادة تأهيل المحطتين تبين وجود حاجة إلى إعادة ترميم وتدعيم مبنى الإدارة لمحطة ضخ مشوار أو إزالة المبنى بالكامل وتنفيذ مبنى بديل ، نظراً لكون المبنى المنفذ قديماً وبجوار البحر مما أدى إلى تآكل حديد التسليح وظهور تشققات في الجدران والأعمدة إضافة إلى بعض الأعمال الأخرى بالمحطتين والتي تحتاج إلى جهة استشارية متخصصة للإشراف على الأعمال المذكورة.
ومن هنا رفعت الشركة العامة للمشاريع المائية مقترح تمت الموافقة عليه من كافة الجهات ، ويقضي أولاً بتشكيل لجنة فنية من كافة الجهات المعنية بالموضوع (الوزارة ، شركة الصرف الصحي بطرطوس ، مجلس مدينة طرطوس ، الشركة العامة للدراسات) مهمتها الاطلاع على واقع مبنى الإدارة بمحطة ضخ مشوار وتحديد إمكانية تدعيم المبنى والجدوى الاقتصادية من التدعيم أو إزالة وتنفيذ مبنى جديد ، وذلك خلال أسبوع من تاريخ صدور قرار تشكيل اللجنة كون تجهيزات المحطتين تصل تباعاً إلى ميناء طرطوس .
وثانياً تكليف الشركة العامة للدراسات بالإشراف على استكمال الأعمال المدينة بما فيها المبنى الإداري ضمن أعمال العقد المذكور أعلاه.
إذاً نجد أن مشاريع المدينة الحالية والمدورة ومشاريعه الاستثمارية الناجحة والفاشلة ، تعيد للواجهة مشكلة تخطيط وخطط واستثمار يبدو أنه يلاحق المدينة منذ زمن..
طرطوس – ربا أحمد