ثورة اون لاين -أحمد عرابي بعاج
ذكرت مصادر برلمانية روسية أنه خلال لقاء وفد الدبلوماسيين والعسكريين الروس مع نظرائهم الأتراك على خلفية لقاء الرئيس الروسي مع أردوغان، طلب الوفد الروسي من نظرائه الأتراك إغلاق الحدود التركية- السورية لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة، وأن موسكو تستطيع أن تقدم صوراً من الأقمار الصناعية تظهر معابر تهريب السلاح والإرهابيين من تركيا إلى سورية، ولكن الوفد التركي حاول التهرب من المسائل المتعلقة بالشأن السوري وراوغ بحجة دراسة المقترح مع السلطات التركية في أنقرة.
إن دل ذلك على شيء فهو يدل على أن أردوغان الذي نجا بأعجوبة من محاولة الانقلاب الأخيرة يحاول الهروب إلى الأمام بفتح ثغرة في العلاقات الدولية وإزالة أسباب الخلاف مع روسيا عبر تقديم الاعتذار والاجتماع مع الرئيس بوتين لبحث آفاق التعاون معها لإغاظة واشنطن التي لم تعر طلب أردوغان تسليم خصمه غولن وموقفها الغامض من الانقلاب الفاشل.
كما يحاول أردوغان إرسال رسائل إلى أوروبا وواشنطن بأن تركيا ستدير ظهرها للغرب وتتجه شرقاً بتوطيد العلاقات مع روسيا وإيران، التي زارها وزير الخارجية الإيراني مؤخراً لبحث آفاق التعاون وفتح قنوات حوار وتبادل الأفكار معها، لعل ذلك يساعد في مكافحة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وسورية على وجه الخصوص.
إلا أن سياسة أردوغان المراوغة طيلة سنوات سابقة ووقوفه إلى جانب الإرهابيين ومساعدته العلنية لهم من خلال أجهزة استخباراته على عبور الحدود إلى سورية وفتح مدنه للتنظيمات الإرهابية، لا تبشر بأنه في وارد تغيير تلك السياسة المستندة إلى عقيدته الإخوانية وأحلامه التوسعية.
فلعل الخطوة الروسية الإيرانية تخفف من تدخل تركيا في الأزمة السورية، لأنها المعبر الأخطر في دعم الإرهاب واستمراره في سورية.