ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
إذا كان الظاهر المعلن من السياسة الخارجية الأميركية يقول، وبالوقائع والأحداث، أن أميركا تصطف إلى جانب العدو وعدوه في وقت واحد ومكان واحد كما تفعل مع الأتراك والأكراد.. وتظل صديقة لكليهما،
وإلى جانب الصديق وصديقه في ذات الوقت وذات المكان كما تفعل مع داعش والنصرة وحلفائهما.. وتظل أيضاً صديقة لكليهما، فما بالك بما خفي من هذه السياسة واستتر؟
بالتأكيد، لا أحد يحتاج إلى دلائل وقرائن لاكتشاف عدوانية أميركا وسياساتها اللعوبة ورقصها على عدة حبال مشدودة متعاكسة في وقت واحد، لكن : كثيرون في المنطقة العربية يحتاجون إلى الوعظ والإرشاد السياسي لفهم ما يجري بين الأصابع الأميركية الكثيرة والطويلة والمتغلغلة في كل الاتجاهات، ولإدراك أن عداء أميركا وصداقتها سواء بسواء، ويحتاجون إلى إدراك أن أميركا لا تبحث عن سلام ولا عن ديمقراطية أو حقوق إنسانية ولا حتى عن إرضاء حلفاء وأصدقاء.. أميركا تبحث فقط عن إدارة الحرب بعد إشعالها!
العجز في فهم أميركا وتفسيرها لا يكمن في ارتباك العقل السياسي الأميركي أو فشله أو تراجعه كما يردد البعض.. وكما لو أن مجرد الادعاء بهزيمتها يعني انتصاره هو بالضرورة، بل هو في العقل السياسي لهذا البعض الهارب من الاعتراف بالعجز والارتباك عبر اتهام العقل السياسي الأميركي بهما؟
أميركا لا تبحث عن أي سلام لا في سورية ولا في غيرها… هي فقط تدير الحرب.. والعقل السياسي الذي يظن فشلها وإخفاقها وهزيمتها.. لا ينتصر، بل يقدم لها بغبائه أدوات هذه الإدارة وقرطاسيتها!!