ثورة اون لاين: ما زلت أذكر يوماً, يتذكره السوريون جميعا بشغف وحنين من سبعينيات القرن الماضي, صدح فيه صوت معلقنا الرياضي الشهير عدنان بوظو «رحمه الله» في مباراة تاريخية للمنتخب السوري لكرة القدم,
معلقا على الأداء البطولي الرائع لحارس مرمانا آنذاك جورج مختار صائحا ومكررا لمرات عديدة.. الله أكبر يا جورج ! إذ كان جورج يصد الهجمات الكروية هجمة بعد أخرى, ويبعد الكرة عن المرمى السوري برجولة وشهامة وحماسة قلت نظيراتها.. يومها انتصر منتخبنا الكروي وانتصرت سورية, وكان رمز انتصارنا ودالته يومها.. الله أكبر يا جورج!
جورج السوري, كان ولا يزال وسيظل, جزءاً لا يتجزأ من الفريق السوري الواحد المتحد, المتكامل المنسجم, مدافع عنيد وشجاع وشهم كما غيره من المدافعين والمهاجمين تماما في هذا الفريق, يذود عن حياض سورية, عن حدودها ومرماها, ولم يكن عدنان بوظو إلا الناطق بلسان السوريين جميعا, بخفقات قلوبهم, ينقل نبض الشارع السوري وجريان الدم الحار في عروق السوريين, وهذه ميزة سورية صرفها وأعربها يوماً سماحة المفتي أحمد بدر الدين حسون حين سئل مرة عن عدد المسيحيين في سورية فقال إنهم ثلاثة وعشرون مليوناً, وعن عدد المسلمين فيها فقال إنهم أيضاً ثلاثة وعشرون مليوناً!!
لا يمكن لجورج السوري إلا أن يكون سوريا, يمكن أن يكون معارضاً وطنياً أو موالياً وطنياً, يمكن أن يكون بعثياً أو شيوعياً أو قومياً أو علمانياً بشكل عام, لكن, كيف له أن يكون إخوانيا.. بل زعيماً في لعبة طرابيش لم تعد مضحكة بقدر ما هي دامية… لو لم يكن الملعب قطرياً يعج كالعادة بالعبيد وأشباههم وبمقاولات البيع والشراء والإيجار والاستئجار؟
جورج السوري لا ينافق أحداً ولا ينافق أحد به, ليس طربوشاً ولا حتى رأساً قابلاً للبس كل الطرابيش, ولا هو قاتل بزي ضحية ولا ذئب بفروة حمل, ملعبه سوري وليس قطري ومرماه سوري وليس أميركي ومتفرجوه ومشجعوه سوريون وليسوا مرتزقة!
فعلى من تقرأ مزاميرك يا جورج عبد جبر آل ثاني؟ لكن, بربك قل لي كيف استوى لديك البيان الشيوعي بالـ «معالم على الطريق», وكارل ماركس بالحمد أو الحمدين؟ بل كيف استوى لديك تسول السلاح «من أجل سورية» وتسول المال في البكاء عليها, أم إنك مثل عزمي بشارة اكتشفت فجأة معالم الثورة السلمية العصرية في ظلمة ابن تيمية؟
الله أكبر عليك يا جورج.. وليس لك!
خالد الأشهب