ثورة أون لاين- د. خلف علي المفتاح: يشير سير الاحداث في سورية اكثر من اي وقت مضى ان المطلوب امريكيا وغربيا واسرائيلياهو تدمير الدولة الوطنية عبر استنزافها اقتصاديا وعسكريا ومجتمعيا من خلال الاستثمار في الازمة وبوساطة بعض اطراف ما يسمى المعارضة الخارجية وتحديدا ما اطلق عليه لمجلس الوطني او مجلس اسطنبول الذي انتج ليكون منفذ او متعهدا لسيناريو وضع في دوائر الغرب الاستعماري هدفه تدمير سورية عبر مقولة الاصلاح والتغيير .
ولعل فشل هذه المجالس المصنعة والمستنسخة عن تجارب اخرى في تحقيق ما اعتقد انها قادرة على تحقيقه وهو اسقاط النظام السياسي عبر الحراك الداخلي او العنف المسلح او باستجداء التدخل الخارجي هو الذي دفع بالقوى الخارجية التي انتجتها واخرجتها الى اعادة النظر ببنيتها وتكويناتها غير المنسجمة بهدف احالة فشل تلك القوى بتحقيق ما رسمته وخططت له من اهداف الى تلك المجالس الوهمية والقول بانها بحاجة الى توسعة واعادة توصيف وتكييف لمكوناتها بعد ما تكشف من اختراقها من قبل قوى ظلامية وتكفيرية تريد ان تجعل من الدم السوري وسيلة لها للوصول الى السلطة واختطافها بالعنف والقتل والارهاب .
وهنا وليس وليس من قبيل المصادفة ان ترتفع وتيرة العنف والقتل والارهاب بالتزامن مع اجتماعات الدوحة التي دعت اليها القوى المتربصة شرا بالشعب السوري فثمة تناغم واضح وتنسيق بين الحدثين هدفه ايصال جملة من الرسائل الى من يعنيهم الامر من خليجيين واتراك وامريكان وفرنسيين مؤداها ان فاتورة المال الذي قبض متحققة باسالة دماء السوريين وتدمير منشآتهم وبنيتهم التحتية واستهداف مواردهم المعيشية والحياتية وان الرهان على تلك القوى الحاقدة يجب ان يبقى مستمرا كي يستمر معه تدفق المال والسلاح وكل اشكال القتل والارهاب والعنف .
ان محاولات تلك القوى اضفاء الطابع الشرعي والوطني على تلك المجالس والسعي لتسويقها دوليا عبرالاستثمار في النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري والاعلامي لها لن تكون محصلته السياسية او العملية كما يعتقدون ويحلمون ويتحدثون به لان الوقائع على الارض هي مختلفة تماما ومعادلات القوة والضعف لكل الاطراف الداخلة والمنخرطة في الازمة بادية للجميع فالعالم الافتراضي شيئ وواقع الحال شيئ آخر ولا يمكن للدمى ان تتحول الى كائنات حية وفاعلة تماما كاستحالة قدرة كائن سياسي ان يتجسد حقيقة الا من خلال ما يمثله من معطى مجتمعي على الارض مهما استثمر في امكانات الاخر كائنا من يكن فالفعل الحقيقي بالنتيجة هو نتاج معطيين عسكري ومجتمعي يضاف اليه توازن القوى الاقليمية والدولية وهذه المعطيات من وجهة نظرنا تصب في مصلحة السلطة الوطنية السورية ومن هنا يصبح من العبث الاتجاه نحو معطيات او فرضيات اخرى .
ان العودة الى لغة العقل وتقديم المصالح العليا للشعب السوري على اية مصلحة اخرى هو المدخل الحقيقي والسليم للخروج من الازمة ودوامة العنف فلا حل الا من خلال السوريين وعبر ارادتهم الحرة المتحررة من كل اشكال الضغوط والارتهان للخارج فالقتل والدم لن يؤدي الا لمزيد من التعقيد والخسارة لكل السوريين المستفيد الوحيد منه هم اعداء الشعب السوري وخاصة الكيان الصهيوني الذي يرى في سورية القوية المتماسكة المقاومة خطرا استراتيجيا عليه وعلى حلفائه واسياده في الغرب وهنا تبرز اهمية وعي ابعاد ما يجري من مخططات وضرورة اتخاذ مواقف حاسمة بمواجهتها والسعي الجاد والحقيقي والمسؤول لوقف نزيف الدم السوري وانقاذ الدولة الوطنية مما يخطط لها في دوائر الغرب الاستعماري .

السابق