ثورة اون لاين: كل ما جرى في الدوحة من إعادة هيكلة هيئات ومجالس وتسمية مرجعيات وتشريفات وتوصيفات وتعريفات لمن يسمون أنفسهم معارضة سورية .. ليس سوى توزيع خارجي لطرابيش جديدة على رؤوس سورية قديمة ,
في لعبة عمياء لتوحيد هذه المعارضة بطريقة « الدوكما « كما شاءت الوزيرة الأميركية كلينتون أن تكون المعارضة السورية وكما شاء اللعب السياسي الأميركي المزمن بشعارات الحرية والديمقراطية , إذ وبعد سنتين تقريبا من الأزمة في سورية فإن أحدا من السوريين لم يتعرف بعد إلى شارع المعارضة وجماهيرها أو مشروعها السياسي أو تياراتها الفكرية والأيديولوجية التي تتوزع بالعناوين فحسب على الأكثر بين أقصى اليمين وأقصى اليسار , فلا هم لمن يسمون معارضين حتى الآن سوى مواصلة تجهيز وتمويل وتسليح وتهريب فرق الموت الإرهابية العاملة على الأرض السورية , بعيدا عن أبجديات العمل السياسي المعارض ومشاريع التغيير وحواراته التي تفترضها ظاهرة المعارضة السياسية وأدوارها ووظائفها المعروفة .
ولعل جملة من المتناقضات الصارخة التي انطوت عليها إعادة الهيكلة تلك وإعادة توصيف رموزها وشخوصها تكشف عن المزيد من الحال المزرية التي تعيشها المعارضة الخارجية المرتبطة .. باستثناء حالة التمويل والتسليح والتهريب , وبما يبقي عليها ميليشيا مسلحة وإرهابية مع اختلاف التسميات فحسب .
صحيح أن هذا هو ما تريده أميركا في المحصلة لسورية والسوريين من التخريب والفوضى والاستنزاف , لكن الوجه الآخر للمشكلة يكمن أيضا في تيارات المعارضة الوطنية الحقيقية والجادة , التي ما تزال تنأى بنفسها عن هذا الحراك الدموي بحجة الإبقاء على نظافة اليد واللسان , ودون أي إدانة لما تفعله العصابات المسلحة , كما لو أنها توافق ضمنا بانتظار جني الثمار مجانية ودون أثمان أو مسؤولية مباشرة .
وإذا كان لهذه المعارضة الوطنية الحقيقية أن تثبت مواقعها ومواقفها الرافضة لكل تدخل خارجي والراضية بالحوار الوطني الشامل حلاً , فقد آن الأوان كي تحشد شارعها وتعلن عن مشروعها السياسي يوميا , ودون انتظار أو لبس أو مراهنات من تحت الطاولة , وبعيدا عن الطرابيش والرؤوس وألعاب التوزيع والتدوير ؟
خالد الأشهب