صحبة الموتى .. ؟

ثورة أون لاين – ديب علي حسن:
وحدها مصيبة الموت تبدأ كبيرة، مجلجلة، ومع حفريات الزمن على خد الحياة تبدأ بالتلاشي إلى أن تنتهي إلى ذكرى، هكذا يحتم المنطق وسنة الحياة والتطور،

وتأسيساً على ذلك يقول العامة (لا تصاحبوا الموتى) ومن هذا المبدأ ثمة مثل عالمي مشهور: (شمس الأحياء لا تدفء الموتى ) بمعنى آخر: إن كنت تنوي فعل شيء لأحد ما، افعله وهو على قيد الحياة ليس بعد رحيله، فبعد الموت لاينفع الفعل مهما كان كبيراً، ولا يعني بالضرورة أنه نبيل والغاية منه إنصاف أو إحقاق حق.‏

ولكن على ما يبدو أننا في هذا الشرق المترع بكل ألوان الحزن والقهر نعمل بعكس سنن الحياة، لا نفارق صحبة الموتى، بل يمكن القول: إننا أحياء يحركهم الراحلون في الكثير من المحطات المعتقد والفكر والعادات والتقاليد، متجذرون عند لوحات رخامية وشخصيات لا نعرف أحقاً كانت أم لا، لا نغادرها، أفكارها، آراؤها تهندس حياتنا ونحن في القرن الحادي والعشرين، تشدها إلى مربط خيل وتوثق الشد إلى ترهات لم تكن أكثر من هشيم عفا عليها الزمن، ومضت بوقتها ومع ذلك نردد ونكرر: قال فلان ورأى فلان وفعل فلان.‏

والغريب أن فلاناً في وقته لم يكن ليجد من معاصريه إلا الأذى والقهر وربما الاضطهاد حتى الموت، ولكنه بعد أن يرحل يصبح ذا مكانة ومن رمسه جدثه من رميم عظامه يحركنا يدفع بنا إلى جحيم الماضي، قس على ذلك الكثير في كل شيء، لدينا من القامات الفكرية والادبية والعلمية ما يجعلنا نورق بكل لحظة لو التفتنا إليها، ولكنها ألقيت في ركن مظلم، وقرب الجاهل الظلوم الغبي، ترحل القامات الكبيرة، فتقرع طبول الحزن لساعات، ونستعد لحفل من النفاق، استعراض وبهلوانيات وبعدها لاشيء إلى أن يستوي الراحل في جدثه ويأتي من يجعله يعود إلينا ليس بفكره النير إنما بأشياء أخرى كثيرة.‏

نعم نحن أحياء يحكمنا موتى يتحدث باسمنا راحلون، نعيش حرب الماضي على الحاضر والحاضر على المستقبل، لحظتنا مكبلة بما كان عليه من مضى نتطلع بالتنظير إلى الغد بلا حراك، بلا عمل بلا أي خطط أو تفكير، ونبقى في الهوة الواسعة ما بين ما كان وما نتطلع إليه، ولاخطوة واحدة نحو الغد لا وقع قدم تقودنا إلى صباحات نريدها، وهنا مأساتنا الكبرى.‏

تابع نشاطنا الثقافي والفكري ستجد العجب العجاب ( عوامل اليقظة العربية \ فكر فلان \ ابداع فلان……. صفحات من تاريخ………..) كله ماضوي مر وقضى وانتهى وأشبع بحثاً وتركيزا وخلصنا إلى الأخذ بما يناسب يومنا وغدنا مما تركه، ولكن ماذا عن اليوم والغد؟‏

ماذا عن التكفير الذي يملأ عقول البعض، ماذا عن الدراسات الاستشرافية التي تحدد بخطوط عريضة ملامح المستقبل، ماذا عن اليوم والغد؟‏

الدول والشعوب الحقيقية تضع وترسم ملامح تطورها وتقدمها لعقود من الزمن، ونحن منشغلون بماض كان لوقته لحينه ومع ذلك لنقل: تعالوا لنكن بجرأة من نتحدث عنه ونعلن بكل صدق أننا نرفض هذا الجهل، هذا الواقع لنبحث عن أسباب ما نحن فيه كما فعل هو في حينه تعالوا نخرج رؤوسنا من مقابر الرخام الباردة، في كل شيء اتركوا مظاهر الاستعراض ولو لساعات، فلا الكواكبي ولا الافغاني ولا الزهراوي، ولا فلان أو فلان هم أبناء الحياة الآن…… كانوا وفعلوا ونعتز بما فعلوا.‏

لنفعل كما فعلوا كما قالوا لنكن أبناء الحياة التي ترسم آفاق الغد، ولنترك كل ما هو ميت حتى لو كان منظمات ومؤسسات عربية ودولية لا حياة فيها إلا حين تريد ان تتخذ قرارات ضد مصالح اوطانها……. ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر…….‏

آخر الأخبار
افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا تسويق  72 ألف طن من الأقماح بالغاب خطوط نقل جديدة لتخديم  5  أحياء في مدينة حماة مستجدات الذكاء الاصطناعي والعلاجات بمؤتمر كلية الطب البشري باللاذقية تحضيرات اللجنة العليا للانتخابات في طرطوس الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية تناقص مياه حمص من 130 إلى 80 ألف م3 باليوم تحضيرات موتكس خريف وشتاء 2025 في غرفة صناعة دمشق وزارة الخزانة الأمريكية تصدر الترخيص 25 الخاص بسوريا .. رفع العقوبات وفرص استثمارية جديدة وتسهيلات ب... مجلس الأمن يمدد ولاية قوة "أوندوف" في الجولان السوري المحتل إعلام أميركي: ترامب يوقع اليوم أمراً تنفيذياً لتخفيف العقوبات على سوريا عودة مستودعات " الديسني" المركزية بريف بانياس تكريم الأوائل من طلبة التعليم الشرعي في التل انعكس على الأسعار.. تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار "الاقتصاد".. منع استيراد السيارات المستعملة لعدم توافق بعضها مع المعايير ١٥ حريقاً اليوم ..و فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لوقف النيران الشيباني يبحث مع وفد من“الهجرة الدولية” دعم النازحين وتعزيز التعاون "السودان، تذكّر" فيلم موسيقي عن الثورة والشعر ٥٢ شركة مشاركة... معرض الأحذية والمنتجات الجلدية ينطلق في حلب