ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
تساءل الموفد الأممي ستافان دي ميستورا أمس أمام مؤتمر ميونيخ للأمن عن التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب في البحث عن «تسوية سياسية للنزاع في سورية» وقال : «لا يمكنني أن أجيبكم لأنني لا أعرف»!
لكن دي ميستورا ما لبث أن عرف حين قال: «إن واشنطن لديها ثلاث أولويات: مكافحة داعش والحد من نفوذ لاعب إقليمي معين (يقصد إيران) وعدم تعريض حلفائها الرئيسيين في المنطقة للخطر».
دي ميستورا يعرف ما يريد معرفته ولا يعرف ما لا يريد معرفته.. يعرف أولويات واشنطن في المنطقة.. ويحددها، رغم أن الموفد الأميركي الخاص بالتحالف الدولي بريت ماكغورك كان في المؤتمر ولا يعرف ما يعرفه دي ميستورا، وقد اكتفى بالقول : «إننا بصدد مراجعة العملية برمتها»!!
ومع أنه يعرف، فإن دي ميستورا يعود ليسأل الاميركيين كما لو أنه لا يعرف: «هل تريدون أن تقاتلوا داعش أو تهزموه بصورة نهائية ؟ هزيمة داعش تتطلب حلاً سياسياً ذا مصداقية»؟ ويضيف مذكراً: «خارطة الطريق» تنص على «حكومة ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون.. وليس أطرافاً خارجية، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة».
ومع أن دي ميستورا في الحساب الأخير لمحصلات القوى الفاعلة يساوي صفراً، إلا أن الرجل لا تهمه مكافحة داعش ولا غيره.. ولا يهمه أمن واستقرار السوريين ولا غيرهم، يهمه فقط محاولة توجيه جرعة الرعونة والطيش الترامبية باتجاه «حل سياسي» ما يسقط الدولة السورية.. بعد عجز متراكم لست سنوات!!