مسرح العراة

ثورة أون لاين – شهناز صبحي فاكوش:
تتحرك مسارات الحياة في اتجاهات متضاربة في زمن العشوائيات السائدة اجتماعياً وسياسياً وحتى شعبياً ..لو تحدث أحد عن مسرح للعراة تخلع فيه الملابس لانتفضت المجتمعات بمعظم أطيافها. وما قَبِلَ الفكرة إلا ندرة من البشر.. ويا غارة الدين..
أما عندما يخلع العرب أخلاقهم ليتعروا على مسرح البحر الميت، فلا غارة للدين؟؟ وهنا لا يعنيني موقف الحكام، حتى من أفرزتهم فورة الربيع الضال. ولكن بلادة الحس الشعبي الذي لدغته (ذبابة التسي تسي)، فأثقلت أجفانه بالنوم الصاحي..
نصف العالم يحارب الشعب السوري على أرضه، وينثر الموت بين أبنائه، كمن يرش السماد على تربة الزرع. حتى لأصبح الدم المتحد مع تراب سورية سماداً لها لينتج زرعاً طيباً، ويزهر نصراً يحبط مكائد الغزاة. وأحلام الخونة تذهب في أفول.
يبدأ العري ممن سمي أميناً للجامعة العبرية، حين يطلق قبل إعلان ما دعاه بالقمة أن الوقت ليس مناسباً لعودة سورية للجامعة (العربية).من قال ياهذا أن سورية حريصة على جمعكم، الذي تفوح منه رائحة الخيانة العفنة..كل ملح البحر الميت لن يعقمها..
أما دعوتكم سابقاً لتركيا، واليوم للأمريصهيونية، الأولى سهلت الطريق لإرهابيي العالم ليعبروا إلى سورية، والثانية عدوة الأمة والهوية، والوجود العربي. ومحرك الإرهاب وحاضنه ضد سورية، وكأن الأمر يعني قارة أخرى لا سورية أمُّ العرب..
كل هذا العري من (الأخلاق العربية) تغلفه ورقة التوت التي نزفت يخضورها لتذروها رياح (الخريف العربي) والصمت الشعبي مطبق ..لا يعنيه ما يحدث على الساحات العربية، حتى الشارع الإسلامي خالٍ من أي حراك.. ببساطة ننعي النخوة..
سورية يجتمع الإرهاب على أرضها مستنزفاً مقدراتها العسكرية..والعقول والقدرات والمهارات البشرية؛ بنزوحهم إلى الغرب المُرَحِب بهم؛ لأنهم الأذكى والأمهر.. والقمة العربية تحتسي نخب تدميرها، مرحبة بديمستورا غير النزيه، وكذا بالأمريكي.
اليمن تتحطم.. العراق مازالت تحترق منذ أعوام.. فلسطين تحمل جراحها في وجع دائم.. ليبيا تعمها الفوضى والغرائزية.. والكيان الصهيوني حصته كبيرة بين تيجان وعقالات، وعروش وعقول خَوَتْ إلا من سعيها للبقاء في أماكنها.. مؤدية وظيفتها..
يأتي ترامب ليكون السند الأكبر (لإسرائيل) من جيوب الأمريكان وضرائبهم. لا يهم فبرنامج رجل الأرقام الاقتصادي يتسم بتعويضها من القضاء على مقدرات الأقطار العربية، تصريحاً لا تلميحاً. والجميع صاغر. المهم أن لا تهتز العروش والكراسي.
عندما كانت سورية تبادر بالحراك الشعبي ضد أي انتهاك لحرمة العرب، كان الشارع العربي والإسلامي يتداعى مستجيباً لحراكها.. واليوم موات ضارب لأطنابه. الشارع العربي أصم أبكم، المهم أن أبناء العم لا يزعجهم أحد.خاصة في قمة العراة.
هل سقطت شهامة العرب ونخوتهم فتجردوا منها، ليتعروا مما يمكنه ستر عورتهم. امرأة بكل تيجانهم. السيدة ريما خلف التي جاهرت بعنصرية الكيان الصهيوني، لا تجد ناطقاً رسمياً يساندها. بينما يجمع العراة على عدوانية إيران المناهضة للصهيونية
الجيش الأمريكي ينزل (كومندسه) على أرض الرقة، ويدخل عناصره العسكرية إلى شمال حلب، هو ليس في حسابات الحكام العراة في جمعهم..بل لعله يلاقي استحساناً لكن ما لا يقبل صمت الشارع العربي.أين تلك المدعوة بالجامعة الشعبية (النائمة)؟؟
أليست البديل عن (الجامعة الرسمية)، أين جماهيرها والشارع العربي مقفرٌ إلا من الأرصفة والطرقات الخاوية؟؟.. والإشاعات عن انهيار سد الفرات مرعبة، لإفراغ أبناء المنطقة، وكذا غزاتها الدواعش للخلاص من كليهما.. فيدخل الأمريكان بسلام.
الجيش العربي السوري سهامه تصيب خطط أعدائه، إرهابيين وخونة. لذا يعملون على تفخيخ أستنة ومن ثم جنيف. وإفشال أي عملية سياسية تأخذ بزمام أوراقها في النفق المظلم، بحثاً عن بصيص نور علَّة يضيء عقول غلفتها العتمة بستائر الخيانة
المصالحات الوطنية.. انتصارات الجيش العربي السوري.. صمود الشعب ، مساندة الحلفاء، جميعها تقلق ديمستورا قبل غيره، وترتعد لها أوصال الحكام العراة، انتصار حلب وخروج مسلحي حمص، والنصر الكبير في الغوطة الشرقية، وتصدي محردة
جميعها تلقي بأحلام أردوغان؛ وما يلعب في أدمغة أصحاب التيجان والعروش، إلى مياه البحر الميت، لتدفن في أعماقه. انتقاء المكان من قبل حاكم الأردن دقيق جداً علّ الملح يمكنه أن يطهر أيديهم من الدم السوري، أو يغلفها فلا تبين للعيان.
لكن حتى الملح يحترق، عندما تلفحه حرارة الدم السوري. فيفكك كياناتهم ويفل سلسلة الخيانة المرتبطة بالرسن الأمريكي، وإطالة الأزمة التي يبغون سترتد على الدول المتآمرة.. وعندما تنتهي أدوارهم مصيرهم كسابقيهم ممن خان شعبه وأمته.
لابد من استفاقة شعبية تملأ الساحات العربية كما بعض الساحات الغربية حتى الأمريكية منها، هل ينتفض الدم العربي ليحول مسرح العراة إلى مسرح أصيل يتحرك على خشبته أحرار العرب، في مناهضة سرطان الإرهاب قبل أن يصيبهم.

 

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات